كيف تكون عفوي

كيف تكون عفوي

يحبّ النّاس العفويّة في التّعامل ، فالإنسان العفويّ هو الإنسان الأقدر على ولوج قلوب النّاس و كسب محبّتهم ، ذلك أنّ التّصنع والتّجمّل قد يرتبط بالنّفاق و الخداع الكاذب ، والنّاس بطبيعتها وفطرتها تحبّ الوضوح وأن يعبّر الإنسان عن طبيعته بالصّورة التّي تعبّر عن شخصيّته و أخلاقه صراحةً بدون تزلفٍ أو تزيين ، وأحياناً يشير النّاس وللأسف إلى الإنسان الذي يتصرّف بعفويّة بأنّه إنسانٌ ساذجٌ لا يحسن التّصرف والتّعامل ، والحقيقة التي يجب أن يدركها النّاس أنّ العفويّة قد تكون مطلوبةً في بعض الأحيان بينما قد تكون لها عواقب سيّئةٌ على الفرد ومن حوله في أحيان أخرى ، فالعفويّة المكروهة أو المنهي عنها هي العفويّة التي تصدر من الشّخص حين يطلب منه أداء أمر معينٍ يتطلّب منه حسن التّصرف و تحسين الأداء ، فبعض النّاس قد يحتاج لأن يلقي خطاباً أمام النّاس ، فهذا الخطاب يحتاج إلى إعدادٍ وتنسيقٍ مسبقٍ ، وخاصّةً إذا تعلّق الأمر بأمرٍ مهمٍ من أمور الدّولة أو النّاس ، ولا يقبل حينئذٍ العفويّة والتّلقائيّة إلا في حدودٍ ضيّقةٍ ذلك أنّ الكلمة في مثل هذه المواقف قد يترتّب عليها أبعاداً كثيرة ، وخاصّة إذا صدرت من مسؤولٍ كبيرٍ في الدّولة يكون لخطابه تأثيرٌ في النّاس ، وما نحن بصدد التّكلم عنه هو العفويّة المندوبة أو المحمودة التي تكون في بعض أخلاق النّاس ، وخاصّةً في تعاملاتهم مع بعضهم البعض ، فالإنسان مثلاً حين يزوره أحدٌ من النّاس من أقاربه و جيرانه فإنّه لا يطلب منه أن يتجمّل أو يتصنّع وإنّما يتصرّف على سجيّته وطبيعته حتى يحبّه النّاس ، ومن الأمور التي تجعل الإنسان عفويّاً نذكر :
  • أن يتذكّر الإنسان دوماً بأنّه إنسانٌ يصيب و يخطأ ، و أنّ النّاس الذين يتعامل معهم هم كذلك ، فلذلك على الإنسان أن لا يلوم نفسه كثيراً إذا أخطأ أمام النّاس ، بل العبرة في مخالطة النّاس بدون وضع حواجزٍ وبدون تكّلف .
  • أن يوثّق الإنسان صلته بالله تعالى دائماً ، و أن يثق بقدرات نفسه ، ذلك بأنّ الثّقة تمنح الإنسان قوةً ذاتيةً تمكّنه من أن يكون عفويّاً تلقائيّاً مع النّاس لأنّه استطاع التّغلب على الضعف والعجز في شخصيّته ، ولاشكّ بأنّ تلك السّلبيّات ممّا يؤثّر في شخصيّة الإنسان وتدفعه للتّكلف ، لذلك ترى كثيراً من النّاس عديمي الثّقة بأنفسهم يتصنّعون لأنّهم يخشون النّاس .
  • وأخيراً نقول أنّ على الإنسان الذي يرغب بأن يكون عفويّاً في حياته أن يتذكّر بأنّ الحياة في أحيانٍ كثيرةٍ تحتاج إلى المجاملة وإظهار التّعامل الحسن حتّى تعمّ المحبّة بين الخلق .

المقالات المتعلقة بكيف تكون عفوي