كيف تكون صداقات

إنّ الصداقة من أرقى العلاقات الإنسانية وأصدقها فالكثير منّا من يملك مجموعة أصدقاء لا يمكن الاستغناء عنهم بشكل أو بآخر، ويمكن أن لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، وإذا ما فكّرنا جيّداً بالفكرة، لاكتشفنا بأنّ الموضوع لا يكمن أبداً بالعدد، وإنّما بالمواقف، والصدق، والوفاء والكثير من الصفات التي من المنطق توافرها في من نطلق عليه اسم صديق، فأحياناً الظروف التي نواجهها تكون أكبر فرصة للحكم على الناس الذين يحيطوننا، ممّا يجعلنا نتيجة ذلك نصغر دائرة الناس من حولنا ليبقى معنا في النهاية من حرص على وجودنا معه فعلاً.

الكثير منّا فرح بتواجد أصدقائه حوله والبعض الآخر يواجه مشكلة عدم قدرته على تكوين الصداقات وهي مشكلة كبيرة، وهذا يجعلنا نطرح على أنفسنا سؤالاً مهماً ألا وهو كيف نكوّن صداقات حقيقة وأبدية؟ طبعاً حتى تطلق مصطلح صديق على شخص معيّن هذا الأمر ليس بالبسيط وأحياناً يستغرق الأمر سنوات عديدة، لكن دائماً هنك حلول وسط لو قلنا بسيطة، فلو تناولنا مجموعة من النصائح الممكن اتّباعها في سبيل تحقيق صداقة مقبولة:

• عليك أن لا تتوقع الكثير من الآخرين.
• كن الشخص المبادر في الرعاية والاهتمام.
• توقع دائماً الأفضل، فكن مسلماً مثلاً بأن أمر وجودك في حياة صديقك هو شيء مفروغ منه.
• حافظ على الاتّصال والتواصل بينك وبينه، وراسله كثيراً، لا تدعه يشعر بأن ثمّة شخص آخر يرعاه أكثر منك.
• كن مخلصاً في مواعيدك معهم، لا سيّما تلك التي تأتي بعد فترة زمنية كبيرة نوعاً ما.
• استمع له دائماً، احترم ما يقول حتى لو كان تافهاً.
• قف بجانبه عند حزنه وفرحه، وحاول إيجاد حلٍ لمشاكله.
• شاركه شؤونك الصغيرة منها والكبيرة.
• كن معطاءاً ولكن لا تنتظر المقابل.

لن أتطرّق هنا إلى كيفية حل الخلافات مع الأصدقاء؛ لأننا ومن الأساس يجب أن نتحلى بالتسامح، والمغفرة، والاستماع للطرف الآخر، وعدم الحكم على الآخرين دون الرجوع إليهم ومعرفة ظروفهم، فإذا ما حرصت على هذه الأمور وغيرها، ستجد نفسك محاطاً بأناسٍ رائعين يبادلونك الحب، والإخلاص، ويقفون بجانبك دائماً، سيتقبلونك كما أنتَ بحسناتك وعيوبك، لأنهم يعرفون أنّ الذي بداخلك هو أنقى وأطهر مهما تكرّرت أخطاؤك أمامهم، فالإنسان بطبعه اجتماعي يحب أن يكون معه وإلى جانبه الآخرين ويحتاج إليهم أيضاً، فلا يوجد إنسان يستطيع العيش بمفرده، لذلك احرص دائماً على أن تختار الشخص الصحيح ثم اطلق عليه اسم "صديقي".