الإنسان كائن إجتماعي لا يستطيع أن يحيا من دون الإختلاط بغيره من البشر ، و قد فرض التقدم البشري على الناس أن يعملوا في مجموعات و أصبح من المحتم عليهم العلاقات الإجتماعية التي تنوعت و تعددت مظاهرها مع تنوع المجتمعات و تطورها ، و في المجتمعات الحديثة أصبح لزاماً على الشخص الناجح في حياته أن تكون إحدى صفاته العامة هي صفة الإجتماعية ، و هو ما جعل إطلاق تلك المقولة على الأفراد بشكل متكرر أمراً طبيعياً بل و مطلوباً كما أوضحنا . و أصبح معنى الإجتماعي مختلفاً من مكان إلى آخر بحسب البيئة ، حيث تطلق صفة الإجتماعي على الشخص الذي يمكنه أن يتعرف على أفراد جدد بشكل سريع ، أو على الذي يمكنه الإختلاط بمجموعات كبيرة من البشر و يستطيع التأقلم على الحياة في أي مكان ينتقل إليه ، و منهم من يطلق تلك الصفة على الأشخاص الذين يكرهون الوحدة و يرون في وجود الأصدقاء و الأهل الملاذ و الأمان .
و لكي تكون شخص اجتماعي قادر على التعامل مع الآخرين بدون حرج ، أو قادر على التعرف على الزملاء الجدد أو الإختلاط بالمجموعات الجديدة التي تكون جزء منها لأي سبب سواء عمل أو دراسة أو ترفيه ، عليك ان تتمتع ببعض الخصال التي تكون في مجملها تلك الشخصية الإجتماعية . أول تلك الخصال هي الشجاعة ، ذلك لأن التقدم إلى معرفة الآخرين و التعامل معهم يتطلب بعض الشجاعة و عدم الخوف من الحرج أو الفشل و غير ذلك من المخاوف التي قد تجعلك متردد و غير قادر على اتخاذ خطوات إيجابية .
كذلك عليك التحلي بقدرة على التحدث بطلاقة قدر المستطاع ، و بإمكانك تدريب ذاتك على الحديث بطلاقة و تدريب مخارج الحروف بشكل جيد من أجل ضمان الخوض في أي حديث دون تردد أو توتر في نبرات الصوت ، كذلك فإن القراءة مفتاحك للوصول إلى أي شئ تطمح إليه ، القراءة العامة في مجالات التاريخ و السياسة و الإقتصاد ، و متابعة الأحداث الجارية و فهمها من الأشياء التي يمكنك من قدرة على الدخول في مناقشات طويلة و الظهور بمظهر جيد . و أخيراً فإن العلاقات الإجتماعية الجيدة و القوية يجب أن تبنى على أساس متين ، و ليس أقوى من الصدق و الطبيعية . فكن على طبيعتك قدر المستطاع و لا تميل إلى تجميل ذاتك أمام الغير .
المقالات المتعلقة بكيف تكون شخص اجتماعي