كيف تكون حسن الخلق مع الناس

كيف تكون حسن الخلق مع الناس

محتويات
  • ١ حسن الخلق في معاملة الناس
  • ٢ تعريف كف الأذى
  • ٣ معنى البذل والجود
  • ٤ بشاشة الوجه وطلاقته
  • ٥ كيف تكون حسن الخلق ويحبك الناس
  • ٦ كيف تكتسب الأخلاق الفاضلة
حسن الخلق في معاملة الناس

حسن الخلق مع الناس فهو كفُّ الأذى، والبذلُ والجود، وبشاشة الوجه، وحب الخير للناس كما تحبه لنفسك .

وهناك عدة تعريفات أخرى لحسن الخلق مع الناس، منها: هو أن لا يُخاصم ولا يَخاصم من شدة معرفته بالله تعالى. وقيل: هو التخلي عن رذائل الصفات والتحلي بالأخلاق الحميدة .

تعريف كف الأذى

كف الأذى يعني أن يوقف الإنسان أذاه ويكفه عن غيره، سواء كان هذا الأذى يتعلق بأمور مادية كالمال، أو يتعلق بالنفس البشرية، أو يتعلق بالعرض والشرف، فمن لم يبعد أذاه عن غيره من أفراد مجتمعه فهو ليس بِحسن الخُلق، بل هو سيء الخلق.

وقد شددَ الرسول -صلى الله عليه وسلم- على حُرمة أذية المسلم، أو الإضرار به بأي شكل من أشكال الإيذاء، وذلك في أعظم وأكبر مجتمع اجتمع فيه بأمته يوم حجة الوداع .

فإذا كان الرجل يقوم بإيذاء الناس بأخذ أموال الناس بالباطل، أو أن يغش الناس في البيع والشراء، أو يقوم بالخيانة مع الناس لأي سبب، أو يقوم بضرب الناس من غير وجه حق، أو يعتدي على الناس بالسبّ والغيبة والنميمة، فهذا لا يكون من حسنَ الخلق مع الناس، والذي أوصانا به الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، لأنه لم يكف أذاه عن غيره، ويعظم إثم ذلك كلما كان موجهاً إلى من له حق كبير عليك.

فإن تسيء إلى الوالدين -مثلاً- أعظم من أن تسيء إلى غيرهم من الناس، وأن تسيء إلى الأقارب أعظم من أن تسيء إلى الأغراب، وأن تعتدي على الجيران أعظم من الاعتداء على من ليسوا جيراناً لك. ولهذا اشترط النبي -عليه الصلاة والسلام- تحقيق الإيمان الكامل بحسن الخلق والجوار.

معنى البذل والجود

البذل : هو الكرم والجود والسخاء بنفس طيبة كريمة، والكرم ليس كما هو سائد بين بعض أفراد المجتمع وهو البذل بالمال فقط، بل الكرم الصحيح يكون في البذل والجود بالنفس، وفي بذل العلم، وفي بذل المال، وفي بذل الجاه.

إذا رأينا شخصاً يساعد في قضاء حوائج الناس، يرفع شؤونهم إلى من لا يقدرون الوصول إليهم، ويقوم بنشر علمه بين أفراد مجتمعه، ويسخي بماله لنجدة الناس، فهل نصفُ هذه الأعمال بحُسن الخُلق؟ نعم؛ لأنه بذل كل ما عنده لإسعاد الأخرين ومساعدتهم .

فعليك -أيها القارئ- الصفح والعفو عمن ظُلمك أو أساء إليك، سواء باللفظ أو بالإضرار بجوانب حياتك الخاصة، فقد امتدح الله العافين عن الناس والكاظمين الغيظ، وعلى كل فرد أن يتواصل مع الناس، فلابد من أن يرى من الناس شيءاً من الإساءة والضرر، فعليه التعامل مع هذه الإساءة بسعة صدر ورحابة، وليعلم علم اليقين أنه إذا صفح ولم يرد الإساءة إالى صاحبها، سوف تنقلب العداوة بينه وبين المسيء إلى علاقة محبة وصداقة، وعلى العفو أن يكون مقروناً بالإصلاح، فالعفو يمكن أن يكون في غير إصلاح، فقد يكون هذا الذي أساء إليك رجلاً شريراً معروفاً بالشر والفساد، فلو عفوت عنه تمادى في فساده، فالأحسن في هذا الموقف أن تأخذ هذا الرجل بجريمته؛ لأن في ذلك إصلاحا للمجتمع .

بشاشة الوجه وطلاقته

وبشاشة الوجه: هو الإشراق والابتسامة عند التعامل مع الخلق، وعكس ذلك عبوس الوجه.

فبشاشة الوجه تُدخل السعادة والفرح على أفراد المجتمع، وتحرك المودة والمحبة بينهم، ويوجب إنشراح الصدر من نفسك وممن يقابلك طوال حياتك وفي كافة جوانبها.

لكن إذا كنت عبوساً الوجه وساخط على الناس، فإن أفراد مجتمعك ومن يعيشون في بيئتك المحيطة ينفرون منك، ولا يفرحون بالجلوس معك، ولا حتى بالتكلم معك، وربما تصاب بأمرضٍ نفسية، وربما تصاب بالمرض العضال، وهو ما يسمى بالضغط النفسي، فإن إنشراح الصدر وبشاشة الوجه من أفضل الأدوية المانعة من هذا الداء، ولهذا، ينصح الأطباء من أصيب بهذا الداء بأن يبتعد عما يثير غضبه؛ لأن ذلك يزيد في مرضه ويعقد مسألة شفائه، فإنشراحُ الصدر وطلاقة الوجه وبشاشته تقضي على هذا المرض بصورة ناجعة، ويكون بذلك الإنسان محبوباً إلى الخلق كريماً عليهم، ويكسب احترامهم.

هذه هي القواعد الثلاثة التي يعتمد عليها حسنُ الخلق في معاملة الناس.

ومن إرهاصات حسن الخلق مع أفراد المجتمع: هو أن يكون الإنسان حسن المعاملة مع من يتعامل معهم من أصدقاء وأقارب، لا يُشعرهم بالضيق منهم ولا يُضيق عليهم، بل يدخل السعادة والفرح على قلوبهم بقدر ما يمكنه في حدود الشريعة الإسلامية التى شرعها الله، وهذا القيد لا بد منه ويلزم كل فرد بالالتزم به؛ لأن من الناس من لا يسعد إلا بمعصية الله، فهذا لا ينبغي أن نوافقه عليه، بل علينا نصحه وتعديل سلوكه .

فكثير من الناس -مع الأسف الشديد- يُحسن الخُلق مع الناس، ولكنه لا يحسن الخُلُق مع أهل بيته، وهذا خطأ فادح وقلبٌ للحقائق، إذ كيف تحسن الخُلق مع الأغراب، وتسيء الخُلق مع أقاربك؟.

الأقارب أحق الناس بأن تحسن إليهم في الصحبة والعشرة، والأمر عند بعض الناس على العكس تجده يسيء العشرة مع أمه، ويحسن العشرة مع زوجته .

الخلاصة: إن إحسان التعامل مع الأهل والأصدقاء والأقارب كل ذلك من مكارم الأخلاق.

كيف تكون حسن الخلق ويحبك الناس

بأن تكون لين التعامل مع أفراد مجتمعك ومع أهلك في كل الجوانب الحياتية، وتكون بشوش الوجه، وأن تبتعد عن النفور بالناس، وأن تكون حكيما، رزين الكلمة، خفيف الظل، وأن تحرص علي إدامة المحبة بين الناس .

وبذلك تثبت مودته، وتقل عثراته، وتهون أخطاؤه على الناس، وتغفر كل ذنوبه، وتستر عيوبه بين الناس، فإذا حَسُنَتَ أخلاق الفرد كثر محبيه ومن يريدون التقرب منه، وقل أعدائه، وتسهلت له كل أموره الصعبة، وعشقته أفئدة من حوله سواء في بيته أو في خارجه .

كيف تكتسب الأخلاق الفاضلة

هناك عدد من الأساليب التي تساعد على اكتساب الأخلاق الحميدة، وبالتالى تحقيق السرور والنجاح :

  • الإيمان بالحق، والتقرب من الله -عز وجل- : فهذا هو ينبوع الأخلاق الحميدة، فبه يتم تزكية النفوس وتهذيب السلوك عند الأفراد.
  • التقرب من أصحاب الخُلق الحسن الفاضل : فإن للأصدقاء أثرًا كبيرًا فى تحديد سلوك الإنسان وصقله .
  • أن يحاسب الفرد نفسه : فقد فُطرت النفس أمارة بالسوء، جاذبة للشر، فعاتِب نفسك وعزرها وحاسبها، وقم بقيادتها لفعل الخير.
  • دراسة سير السلف الصالح : فإنها من الوسائل المُعينة على التخلق بالأخلاق الحسنة، فالغوص في سير العلماء وذكر محاسنهم وآدابهم وأخلاقهم يحفز الهمم للاقتداء بهم والتخلق بأخلاقهم، وقد اتفق علماء النفس والتربية على أن القصص والسير من أفضل وأنجع عوامل التربية.
  • الدعاء : وهو من أعظم الوسائل التى توصل الفرد إلى محاسن الأخلاق.
  • إن الفرد يستطيع أن يكتسب ما يريده من الأخلاق المحمودة، فاختر منها ما تحب، وقم بالاستعانة بالله، وجاهد نفسك لتصل إلى ما تريد.
  • المقالات المتعلقة بكيف تكون حسن الخلق مع الناس