كثير منّا لا يحب التفكير في الموت، بل إنّه قد يتجاهل أنّ هذا الأمر آت يوماً ما لا محالة. وللموت والحياة أحكام كثيرة لم يغفلها الإسلام، ولذلك وضعاً أحكام كثير تتعلق بهذا الخصوص، سواء أكان في توزيع الميراث، وكتابة الوصية، وغيرها. في مقالنا هذا سنتحدّث عن الوصية، وما هي طريقة كتابتها.
إنّ الوصية أمر فرض وواجبة على كلّ مسلم، وقد وردت مشروعيتها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وإجماع العلماء، ففي القرآن الكريم يقول تعالى في سورة البقرة: "كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين"، أمّا في السنة النبوية الشريفة، فيقول صلّى الله عليه وسلّم: "أن الله تصدق عليكم بِثُلُثِ أموالكم عند وفاتكم زيادة في أعمالكم"، وقد أجمع العلماء على ثبوتها وجوازها.
أمّا تعريف الوصية فهي أن يأمر الشخص الموصي بالتصرف بماله بعد موته، ويحقّ له ذلك بثلث ماله فقط، في حين أنّ ماله المتبقي يكون فيما يخص أحكام الورثة، وهي أحكام مختلفة عن الوصية. تكون الوصية واجبة على الإنسان إن لم يكن هناك توثيق وإثبات للحقوق، كما يحق للموصي أن يوصي بثلث ماله في أن يكون في باب الإحسان والبر، مما يشفع له عند موته في قبره ويوم الحساب. يقول الرسول الكريم في التأكيد على الوصية: "ما حَقّ امرئ مسلم له شيء يوصي به يَبِيتُ ليلتين إلا وَوَصِيَّته عنده مكتوبة".
يجوز للموصي أن يتحكم بثلث ماله فقط، كما ويجب أن لا تكون الوصية للورثة، لقول رسونا الكريم: "لا وصية لوارث"، كما لا يجوز أن يكون القصد من الوصية الإضرار بأحد الورثة أو حرمانه حقوقه، ويبدأ العمل بالوصية بعد وفاة الموصي وليس في حياته، فإن كانت في حياته فهي ليست وصية وإنما "هبة". أمّا حكم تنفيذ الوصية فهو واجب ومفروض علينا.
أمّا طريقة كتابة الوصية، فهي كالآتي:
المقالات المتعلقة بكيف تكتب وصية