عند كتابة المقال غالباً ما يقع الكاتب بعدة أخطاء والملاحظ تكرار الأخطاء نفسها في عدّة مقالات، مع أنّ المادة الموجودة بالمقال غالباً ما تستحق القراءة، لكن هذه الخطاء قد تحث القارئ على ترك المقال وهل لم ينهيه بعد، ولتجنّب هذه الأخطاء سندرج لكم عدّة نقاط ربما أدّى التقيد بها أو العلم بها إلى الخروج بمقالات أكثر حرفيّة.
ابحث عن فكرة مبتكرة وجديدة لم تقرأ مثلها من قبل، فلست راغباً بالطبع بتقليد الآخرين حتى لو كان مقالك في النهاية هو الأفضل لكن تظلّ الفكرة مكرّرة، وتجنّب هذا لكن بالطبع لن تجد دائماً أفكار جديدة للكتابة عنها، إذا تناول المواضيع من جهة جديدة، لا تكرّر الأفكار بطريقة تقليدية بل اجعل القارئ ينبهر لطريقة تناولك الموضوع.
تحدث عن أفكارك بعمقتخيل أن تختار فكرة تقليدية وتتحدث عنها بشكل تقليديّ ودون بحث، كأن تختار الحديث عن أعمال الشغب في مباريات الدوريّ، ثمّ تضرب المثال من حادثة رأيتها، ثمّ تتحدّث عن أوروبا وأن هذا لا يحدث هناك فقط، وعمِّق فكرتك وابحث عن التفسيرات النفسية لما رأيته، وأسباب سلوك الناس هذه الظاهرة غير السليمة، وأمور قد تكون قادرة على ردع الجماهير عن إتلاف الممتلكات والاحتكاك بالجماهير المنافسة.
أعد ترِتِيب أفكاركبعد كتابة المقال اقرأه مرّة أخرى، استثني الأفكار التي ابتعدت بها عن محورك الأهمّ بلا غاية واضحة، رتب الأفكار بحيث يتدرّج القارئ في المعرفة، ليس بالضرورة أن تقول كل ما تعرفه في هذا المقال، تحدث بايجاز مُسهب، فلا تقصر ولا تطيل، فان اختصرت ربما لن يكون مقالك شامل للموضوع، ولو أطلت لن يصبر عليك القارئ ومقالك يتشتّت بالأفكار دون أن يربط المقال الأفكار كلها في نسقٍ واحد، هذا ما يسمّى ترهلات النص أو الحشو غير المهم.
العنوانافرد له هنا فقرةً خاصة لأنّ العنوان هو العتبة الأولى للنص، اختر عنواناً يجذب لك القراء، وابتعد عن العناوين المبتذلة التي تجذب القراء بكثرة ليقيسوا طول مقالك ثمّ يغادروا، تذكر أنّك تكتب مقالاً جادّاً وليس من المقالات الترفيهيّة، ومع ذلك يجب أن تبرع مثل المقلات الترفيهيّة بجذب القارئ من العنوان الغريب والمميز، وابتعد عن العناوين القصيرة المتكونة من مبتدأ وخبره أو نعت والمنعوت، أو تلك العناوين المباشرة التي تخبرك ما يتحدث عنه المقال لكن بشكل سطحي، وبالأخصّ لو كنت تتحدث عن فكرة مستهلكة ولو أنك عاجلتها بشكل جميل فيكفي عنوان سطحيّ لسحب الجمهور من تحت قدمي المقال.
المقدمةاهتم بالمقدمة حاول وضع كمّ من الدهشة كمعلومة مهمّة لم يسمع بها القارئ من قبل أو مقولة تستفزّ بها القارئ ليكمل النص أو توليفة من الأفكار المبهمة والتي تخرج بها بتيجة غير متوقّعة يشرحها المقال بالتفصيل بحيث بقول القارئ لا هذا غير مستحيل لكن بنهاية المقال سيهز رأسه راضياً عنك.
لحظة الحدثعند حدوث أمر ما حدث يهز البلاد أو خبر يتحدث عنه العالم بأسره، وترغب بالحديث عنه فإمّا أن تتحدث في وقتها أو فلتنسى الموضوع، فالحديد يدق وهو ساخن ليمكن تشكيله أما وهو بارد بلن تنال إلا عناء الضرب، لكن إن أردت كتابته بعد حدوثه عليك ذكر الحدث الأصلي وإن كانت له تبعات عليك ذكرها وعليك أن تخبر القارئ لماذا تختار الحديث الآن عنه.
لا تحكّم العاطفةحافظ على نفسك ككاتب مُحايد لا تدخل العاطفة في كل الأمور، بالطبع لابد منها أحياناً، لكن لتستطيع الحديث بحرية دعها جانباً، دافع عن الجانب الذي تميل له فليست الحياديّة شرطاً لكن بعقل كاتب حرّ من العاطفة، فلو كنت تعارض دولة ما لا تقلّ هذا صراحة بل هات الدلائل التي ستجعل القارئ بالنهاية يتعاطف مع فكرتك، فالعاطفة سلاحٌ خفيّ ضعه في يد القرَّاء.
كن حصيفاً واكتب بلغة أنيقةربما بعض المقالات العلمية يظن كُتَّبها أنهم مجازون للكتابة بأسلوب جامد ولغة مقبولة، بينما لا أحد معفى من الكتابة بلغة سليمة راقية بعيداً عن الدارج (اللغة العاميّة) مع أن هذا ممكن لكن بين أقواس وليس بكثرة وحسب الموضوع أيضاً، ويجب أن تقرأ كثيراً لتقوّي لغتك قبل الكتابة وتحاول أن تكتب تحفة أدبيّة بغض النظر عن الموضوع، وليس المطلوب بالطبع أن يجلس القارئ ومعه القاموس لفهم مقال عن الفضاء، لكن استخدم كلمات مألوفة فصيحة وفي أماكنها الصحيحة.
ختام المقاليكون آخر انطباع هو ما يرسخ في أذهان القُرَّاء، فاحذر أن تصدم القارئ فيرى نهاية غير متوقعة دون ان تمهد الطريق له، فإن كنت تريده أن يأيد عمل سياسي مثلا فلن تحثه على المعارضة طوال المقال لتأتي بالنهاية وتقول له العكس، وابتعد في نهاية المقال كما في القصة أو الرواية عن الوعظ فالقارئ في مختلف أجناس الأدب لا يحب أن ينقله الكاتب ما يريد أن يستنتجه تلقيناً، دعه يستنتج الموعظة ولا تخبره بها صراحةً.
المقالات المتعلقة بكيف تكتب مقالاً