الصّورة الذّاتيّة (بالإنجليزيّة: selfie)، هي عبارة عن صورة فوتوغرافيّة، يلتقطها الشخص لنفسه، وتُؤخَذ عن طريق الهاتف الذكيّ (بالإنجليزيّة: smart phone) أو آلة تصوير، ويتم نشرها من خلال مواقع التّواصل الاجتماعي.[١] ومن الجدير بالذكر أنّ المُصوِّر جيم كراوس استخدم مُصطلح السّيلفي في عام 2005م في كتابه "دليل فِكرة صورة" (بالإنجليزيّة: photo idea index)،[٢] وبعد ذلك زادت شُهرة السّيلفي حتّى أصبحت تُقام دِراسات نفسيّة واجتماعيّة بخصوصها، وتوضع الأساليب التي يجب اتّخاذها لأخذ الصّورة بأفضل شكل مُمكن.[٣]
أصبحت صور السيلفي جزءاً مُهمّاً في حياة العديد من الأشخاص، لأنّ طريقة التقاطها سَريعة، ومرنة، وذكيّة،[٤] كما أنّها لا تحتاج إلى أيّ نوع من الاحترافيّة في التصوير، فكلّ ما على الشخص أن يفعله هو أن يمُدّ يده إلى أقصى درجة ممكنة، ومن ثُمّ يلتقط صورة لنفسه، أو مع أصدقائه. كما أنه بلحظات أصبح بالإمكان مُشاركتها مع العالم على مواقع التواصل الاجتماعيّ، وقد ساعد نشر المشاهير لصُور السّيلفي الخاصّة بهم على مواقِع التّواصُل الاجتماعي على زيادة مُتابعينهم وشُهرتهم.[٥]
بدأ التطوّر التكنولوجيّ الذي رافق ظهور السيلفي يتطرَّق لأمور تجعل التصوير أكثر سُهولة وسرعة من خلال اختراع أجهزة إضافيّة تُرافق التصوير، فجاء اختراع عصا السيلفي (بالإنجليزيّة: selfie stick) التي كانت إضافة مميّزة، وجعلت التصوير يبدو وكأنه تمّ بطريقة احترافيّة، ولكنّها في الوقت نفسه سهلة الاستخدام.[٦]
عصا السيلفيإنّ استخدام عصا السيلفي أسلوب جديد ومُختلف في عالم التقاط صور السيلفي، إذ إنّها تُسهِّل العديد من الأمور، كالتقاط صورة جماعيّة لأكثر من فرد، أو التقاط صورة عن مدى أبعَد، دون بذل جُهد كبير كعناء تثبيت آلة التّصوير واستخدام المؤقِّت، وتُعرّف عصا السيلفي بأنّها أداة طويلة، يستطيع الشّخص من خِلالها توصيل الهاتف المحمول واستخدامها لالتقاط الصور الشخصيّة، وتُمكِّن من إضافة أشخاص عِدة أو مجموعة مِن الأشياء للصورة.[٧]
آلية عَمَل عصا السيلفيتعمل عصا السّيلفي باستخدام تقنية الموجات الرّاديويّة البلوتوث (بالإنجليزيّة: bluetooth) للاتّصال بالهاتِف وإرسال الأوامِر إليه، حيثُ يتمّ تثبيت الجهاز المحمول بالمكان المُخصّص لذلك على العصا، ومن ثُمَّ يتمّ التحكُّم بالتقاط الصّورة عن طريق زرّ موجود في أسفَل العصا.[٨]
كيفيّة استخدام عصا السيلفيهنالك العديد من الخطوات التي يجب اتباعها للحصول على أفضل نتيجة من هذه العصا، وهي كالآتي: [٩][١٠]
ساهمت مواقع التواصل الاجتماعيّ والتطبيقات الحديثة في الأجهزة الذكية في انتشار صور السّيلفي، ومن أبرَز هذه التطبيقات تطبيق السنابتشات (بالإنجليزيّة: snapchat)، والذي يقوم على أساس نَشر الصّور الذاتيّة، حتّى أصبح التّطبيق يُضيف طُرُقاً تفاعُليّة للتّعديل على الصّوَر، وقد أثَّر انتشار السّيلفي في شركات إنتاج الهواتف المَحمولة، فقد وَفّرت وسائل جديدة خاصة بالتصوير، تتضمّن إضافة تأثيرات إلى الصور، وإمكانية التعديل عليها، ممّا أدّى إلى تطور أساليب التقاط صور السيلفي، وهذا ما دفع الشركات المُصنِّعة للأجهزة الذكيّة إلى الحرص على تطوير أداء الكاميرا الأماميّة الخاصة في الأجهزة، وبإضافة جودة ودقّة عاليتين إليها من أجل جعل التصوير أكثر سهولة، ولزيادة مبيعات أجهزتها، وهذا الأمر ساهم بطبيعة الحال في زيادة التّحدي والتنافُس بين الأجهزة لإصدار هاتف ذي آلة تصوير أماميّة وخلفيّة ذات مواصفات فائقة الدِقّة.[١١]
مخاطِر التقاط الصّورة الذاتيّةزادَ التّنافُس في طُرُق أخذ صور السّيلفي، حيثُ أصبحَ النّاس يلتقطون الصّوَر في اللحظات الحَرِجة والمناطق الخطيرة، وهذا باعتقادهم يزيد من شُهرة الصّورة ومُلتقطها. وقَد بالَغَ البعض بالتقاط هذه الصّور حتّى أصبحوا يصعدون إلى أعلى البنايات والأبراج، وقَد أُعلِنَ عن حدوث حالات وفاة في عدّة دول نتيجةً لذلك.[١٢]
ارتفع عدد المُصابين نتيجة التّهوُّر أثناء التقاط صور السّيلفي، ففي عام 2015م، بلغ عدد الوفيّات جرّاء ذلك 12، وهو يفوق عدد الضّحايا من هجوم أسماك القرش في البحار والشواطئ بأربعة قتلى.[١٣] وحسَب إحصائيّة في عام ذاته، فإنَّ قرابة 20% من الشُبّان البريطانيّون يقومون بالتقاط السّيلفي أثناء قيادتهم لسيّاراتهم،[١٤] وهذا يُعدّ في غاية الخطورة، حيث إنَّ هُنالك دراسة أُخرى تُشير إلى أنَّ احتماليّة حصول الحوادِث تزداد بمقدار 23 مرّة عِند إرسال الرّسائِل والنّشر على مواقِع التّواصُل الاجتماعي والتّطبيقات باستخدام الهواتِف المحمولة أثناء القيادة.[١٥]
المراجعالمقالات المتعلقة بكيف تعمل عصا السيلفي