"في قلب كلّ إنسان ثقب يسمى ثقب الله، لا يملؤه إلا الله" هذه المقولة تتفق تماماً مع ما ذكرته الأديان السماوية، فالله تعالى هو الخالق الموجد الذي يسعى كلّ إنسان نحوه، حتى من ينكرون وجوده يسعون نحوه دون أن يدرون، فلو كان المنكر لوجود الله تعالى غير مهتم بالإيمان، فلماذا يظل مصراً على الحديث في مثل هذا الأمر للقاصي والداني؟ ولماذا يستهزئ بالآخرين إذا ما رآهم يتحدثون عن الله؟ من لا يقتنع بفكرة معيّنة لا يجعلها محور تفكيره ليل نهار حتى ولو كان ذلك على المستوى الداخلي.
كلما كان الإنسان روحانياً أكثر،علا وارتقى بنفسه، وجسده أكثر، وانعكس ذلك على الآخرين حوله، الذين يتفاعلون معه بما يصدر عنه من داخله من قناعات، وأفكار، وأخلاق، وهذه الأمور الثلاثة يمكن أن تكون انعكاساً للروح السامية التي يملكها الإنسان.
الدينالشخصية الروحانية تحتاج إلى عمل، وبذل، وجهد، وتحتاج أيضاً كما ذكرنا إلى التديّن بالدرجة الأولى، فالإيمان بالدين جوهر، والتشبع بالتعاليم والأفكار الدينية هو السبيل الأصيل لارتقاء شخصية الإنسان روحانياً، وفيما يلي بعض ما يمكن للإنسان أن يزيد به روحانيته إذا ما تشبّع بجوهر الدين وبأفكاره السامية العالية:
الفن هو الوسيلة الثانية بعد الدين التي تعمل على جعل الشخصية أكثر روحانية، حيث تضفي الفنون الجمال على الإنسان، وتجعل الروح أكثر إشراقاً، والنفس أكثر هدوءاً، عدا عن كون الفنون تبعد الإنسان عن القاذورات المختلفة مما لا يليق بقدره.
الموسيقى من بين كافة أنواع الفنون هي الأقدر على التأثير على الإنسان روحياً، ذلك أنّ الموسيقى تعمل على إثارة الأحاسيس الدفينة الجياشة التي تساعده على العلو شيئاً فشيئاً، وفرق كبير بين إثارة الأحاسيس والمشاعر الإنسانية، وبين إثارة الغرائز الشهوانية الحيوانية من خلال ما تتعرض إليه الفنون اليوم من ابتذال كبير، فأغاني العري والفحش، والأغاني التجارية، أو ما تعرف بإصدارات الوسط الفنيّ لهي من أكثر ما يحط من قدر الإنسان، وقد نتج هذا الابتذال بشكل رئيسي نتيجة تداخل رأس المال مع الفن، كما سيتداخل مستقبلاً مع الدين ولعلَّ هذا التداخل قد بدأ اليوم، فلا غرابة لو رأينا مطاعم الوجبات السريعة في دور العبادة.
المقالات المتعلقة بكيف تجعل شخصيتك روحانية