المدّ والجزر المدّ والجزر هما ظاهرتان طبيعيتان تصيبان مياه كل من المحيطات والبحار، وهاتان الظاهرتان تحدثان بفعل القمر، والمدّ هو عبار عبارة عن ارتفاع في المياه، وهذا الارتفاع يكون بشكل تدريجي، والجزر هو عكس المدّ أي أن مستوى الماء ينخفض بشكل تدريجي، وهاتان الظاهرتان تكونان واضحتان بشكل كبير على الشواطئ التي تكون منبسطة، كما أنّهما تؤدّيان إلى غمر هذه الشواطئ في المياه في فترات، وفترات أخرى تنحصر المياه عن هذه الشواطئ، وهاتين الظاهرتين تختلفان في القطب الجنوبي عن القطب الشمالي عن خط الاستواء، كما أنّ ارتفاع المدّ قد يصل في بعض الدول إلى مئتي سمنتمراً، بينما في مناطق أخرى لا يتجاوز الثلاثين سنتمتراً.
كيف ينشأ المدّ والجزر - ظاهرتي المدّ والجرز في الأصل تحدثان بفعل جاذبية القمر والشمس، لمياة المحيطات والبحار، ولكن يكون تأثير جاذبية القمر على هاتين الظاهرتين أكبر، وذلك بسبب قربه من الأرض ويعدّ القمر من أهمّ عوامل حدوث ظاهرتي المدّ والجزر، وتجدر الإشارة إلى أنّ تأثير القمر على المياه يسمّى بالمدّ القمري، أمّا تأثير الشمس على المياه يسمّى بالمدّ الشمسي، وهاتان الظاهرتان تسبّبان حركة المياه ذهاباً وإياباً.
- إنّ قوّة الطرد التي تنتج بفعل دوران الأرض حول نفسها، تعّد أيضاً من عوامل حدوث المدّ والجزر.
- يحدث المدّ في الأماكن المواجه للأرض، كلّما اقتربت الأرض من القمر أثناء دورانها حول محورها، بينما يحدث الجزر عندما تصبح مناطق المدّ مواجهة قمر، وبذلك فإنّ المدّ يحدث مرتين في اليوم، وارتفاع المدّ يتأثّر بموقع القمر بالنسبة للشمس، كما يكون المدّ في أعلى ارتفاع يصل له، عندما يكون القمر في وضعيتي البدر والمحاق، وفي هاذين الوضعين للقمر، يكون وقوع القمر والشمس في نفس الاتّجاه، وتكون ذروة الارتفاع عند حدوث ظاهرة كسوف الشمس.
- يكون المدّ ضعيفاً بشكل كبير في أوّل سبعة أيّام من الشهر القمري، والأيام المحصورة بين اليوم الخامس عشر واليوم الثاني عشر من الشهر القمري، وذلك بسبب وقوع القمر والشمس على ضلعي زاوية الأرض، وبهذا تقوم جاذبية الشمس بتعديل والحد من قوة تأثير جاذبية القمر على المياه.
فوائد ظاهرتي المدّ والجزر - يطهران مياه المحيطات والبحار من الشوائب، كما أنّهما ينقيّان مصبّات الموانئ والأنهار من الأوساخ والرواسب، كما تمّ الاستفادة من هاتين الظاهرتين قديماً في تشغيل الطواحين، وإدارة السواقي.
- تساعدان السفن في دخول إلى موانئ الموجودة في المناطق الضحلة، بشكل سهل وسريع، بينما المدّ الذي يكون ارتفاعه عالي يعيق من الملاحة كما أنه يرفع من نسبة الخطأ عليها، وخاصة إذا كان المدّ المرتفع في الأماكن الضيقة.