الله عزّ وجلّ هو العالم بالغيب ، وهو الذي يعلم ما يُصلحنا في حياتنا وفي آخرتنا ، فالذي خلَقَنا وقَدّرَ لنا أرزاقنا هو الأعلم والأقدر على معرفة ما نحتاجه ويحقّق لنا الخير والمنفعة ، والانسان بطبيعة حاله ومحدودية قدراته لا يستطيع معرفة ما سيأتيه ، لأنّ ذلك من علم الغيب الذي اختصّ الله بهِ نفسه ، ولذا فإنّنا نلجأ إلى الله في كلّ أمرٍ من أمورِ حياتنا ، ونسأله من خير الأمور ، فهو جلّ جلاله علاّم الغيوب.
فالانسان عندما يُقدم على أمرٍ ما فإنّه يستشير أصحاب الخبرات ، فمثلاُ إذا أراد ان يشرتي سيّارة معيّنة فيجب عليه ان يستشير الناس الذين اشتروا هذهِ المركبة من قبل ، وأن يسأل كذلك أصحاب ورشات التصليح وأعمال الميكانيك والكهرباء وعن أعطالها ومدى قوّتها ومتانتها ، فهؤلاء أصحاب المشورة لأنّهم من اهل الاختصاص ، ولا يحرّم في ديننا ان نستشير الناس لأنّ ذلك يُعدُّ من الأخذ بالأسباب ، ولكن يجب علينا مع الاستشارة أن نُتبعها بالاستخارة ، فنسأل الله أن يهدينا إلى خير الأمور وهو جلّ جلاله القادر على هدايتك ، فكيف تكون الاستخارة ، وكيف تتمّ صلاة الاستخارة.
كيف تتمّ صلاة الاستخارةتكون الاستخارة في الأمور كلّها ، فلا يجد أمرمعيّن لا تصحّ الاستخارة به ، اللهم إلاّ الطاعات والمحرّمات ، فلا يجوز أن تستخير في أمرٍ فرضهُ الله عليك أو أن تستخير في أمرٍ حرّمهُ الله عليك ، لأنّ في هذا تشريع واضح وقاطع ، وإنّما تكون الاستخارة في المباحات فقط ، أمّا عن كيفية صلاة الاستخارة فهي تكون بالدعاء إلى الله عزَّ وجلّ بعد أن تؤدّي ركعتين غير الفريضة وتدعو الله عزّ وجلّ وقد تركت ارادتك ، واستسلمت لأمرِ الله ، وثبّتت نفسك على الرضا بأمر الله ، فأنت عندما تُقبل على الاستخارة يجب أن لا تتمنّى أمراً دون الآخر ، بل قل سأرضى ما قسم الله لي ، وقد بيّنت صلاى الاستخارة في الحديث رواه الإمام البخاريّ : ((قال جابر بن عبدالله_رضي الله عنهما_:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الإستخارة في الأمر كلها كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول :إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل :اللهم إني أستخيرك بعلمك ،وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ،وتعلم ولا اعلم ، وانت علام الغيوب ،اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر- ويسمي حاجته- خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري –أو قال : عاجله وآجله- فاقدره لي ويسره لي ،و إن كنت تعلم أن هذا الأمر- ويسمي حاجته- شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري –أو قال : عاجله وآجله- فاصرفه عني ،واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به)).
المقالات المتعلقة بكيف تتم صلاة الاستخارة