كيف تتخلص من وساوس الشيطان

منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى آدم عليه السّلام وما حصل من رفض أبليس عليه لعنة الله للسّجود له والاستجابة لأمر الله تعالى بحجّة أنّه أعظم خلقاً منه، منذ ذلك الحين والشّيطان آخذ عهداً على نفسه أن يضلّ بني آدم ويحرفهم عن طريق ربّهم المستقيم بتزيين الفاحشة والضّلال لهم وتشجيعهم على ارتكاب الفواحش والمعاصي وخداعهم بالأماني الزّائفة، وإنّ الشّيطان وجنده وحتّى يحقّق هذا الغرض فإنّه يسعى لذلك من خلال طريقته وصنعته وهي الوسوسة، فالوسوسة هي عمل الشّيطان الذي يقصد به غواية بني آدم انتقاماً منهم وحسداً لهم، وقد كانت أوّل وسوسة لبني آدم حينما كان آدم عليه السّلام في الجنّة حيث أتاه إبليس ليوسوس له بالقول الخادع ويغريه ليأكل من الشّجرة التي نهاه الله عنها، فضعف آدم فاستجاب لوسوسة الشّيطان ثمّ غفر الله له ذلك وتاب عليه وأنزله وزوجه إلى الأرض واستخلفه فيها لتبدأ مرحلة جديدة من صراع الإنسان مع الشّيطان ووساوسه، ويتساءل المسلمون عن الطّرق التي تمكّنهم من التّخلص من وساوس الشّيطان ومنها نذكر:

• الاعتقاد القلبيّ الجازم بأنّ الشّيطان هو عدوّ الإنسان الأوّل الذي يسعى لحرمانه من مكافأة الرّحمن وهي الجنّة وإدخاله عذاب جهنم، قال تعالى: " إنّ الشّيطان لكم عدوّ فاتخذوه عدوًّا، إنّما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السّعير"، فاليقين في قلب المسلم بأنّ الشّيطان هو عدوّه الذي يتحيّن الفرص في كلّ لحظةٍ ليوقعه في فخّه وشراكه يجعل المسلم يبقى حذراً من وساوس الشّيطان قويًّا في مقاومتها ومحاربتها.
• الاستعاذة بالله من الشّيطان الرّجيم، فمن صفات المسلم التّقي أنّه يلتجئ إلى ربّه سبحانه وتعالى حينما يشعر بالضّعف اتجاه وساوس الشّيطان، قال تعالى: "وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزع فاستعذ بالله إنّه هو السّميع العليم"، فالاستعاذة بالله تعالى هي خير وسيلة للتخلّص من وساوس الشّيطان لأنّه التجاء إلى ربّ العزّة الذي هو خير حافظ.
• درء وساوس الشّيطان بما ورد من أحاديث النبّي عليه الصّلاة والسّلام في ذلك، ففي الصّلاة يوسوس الشّيطان للإنسان حتّى يفسد له صلاته بقوله اذكر كذا وكذا من أمور الحياة، وفي نومه يأتيه الشّيطان ليحزنه قلبه برؤية الأحلام المزعجة، والحلّ هنا يكون بقراءة آية الكرسي قبل النّوم ودبر كلّ صلاة وفي كلّ حين، وكذلك قراءة الأوراد والمداومة عليها، وإذا رأى المسلم ما يكره في منامه نفث عن يساره ثلاثاً حتى لا يضرّه ذلك.
• أخيراً الحرص على ملازمة الطّاعات وتقوى الله والبعد عن المعاصي والآثام ، قال تعالى: "إنّما سلطانه على الذين يتولّونه والذين هم به مشركون".