كيف تتحدث بلباقة وبلا خوف

كيف تتحدث بلباقة وبلا خوف

تقوية الشخص لتتحدث بجرأة ولباقة

تتنوّع شخصيات الناس وأخلاقهم وطباعهم في الحياة، فمنهم صاحب الشخصية القوية والمميزة والذي يترك بصمةً وتأثيراً إيجابياً قوياً واضحاً في المكان الذي يكون فيه، وآخر ذو شخصيةٍ ضعيفةٍ وخجولةٍ ومترددةٍ غير قادرةٍ على التعبير عن مكنونات نفسها، وثالثُ لبقٌ يتحدث بطريقةٍ عفويةٍ ومحببةٍ ومحترمةٍ تنال إعجاب من حوله، وآخر صاحب طريقةٍ متكلفةٍ وقاسيةٍ وفظةٍ على سبيل المثال.

دور التربية

تقف العديد من الأسباب وراء اختلاف الشخصيات والأخلاق والطباع ، فالتربية تلعب دوراً كبيراً جداً في كون الإنسان صاحب شخصيةٍ تميز بين الخطأ والصواب وتهتم للجانب الأخلاقي في سلوكياتها اليومية والحياتية، فالأهل الذين يقوِّمون أبناءهم طوال الوقت بمعنى أنّهم يحرصون على تربيتهم بالطريقة الفضلى ينتجون جيلاً واعياً صادقاً يتميّز بالاحترام، كما أنّ الوالدين الذين يركّزون على تشجيع أبنائهم ودعمهم واحترام رأيهم يساهمون في تربية شخصيةٍ لبقةٍ تنتقي الطيب والجميل من الكلام الذي تتوجه به للآخرين فيما يعرف "باللباقة"، لا أن تتحدث دون أن يناسب الحديث الزمان والمكان، وهناك شخصيةٌ تتحدّث بلا ترددٍ ولا خوفٍ أمام الآخرين لأنّها اعتادت أن تعبّر عن رأيها دون رادعٍ أو وجود طرفٍ يلجمها، فقد تربّت على ثقافة الجرأة والتعبير عن الرأي بحريةٍ وثقافة احترام الآراء والاختلاف.

أثر التعليم والثقافة

إنّ التعليم والثقافة التي يكتسبها الإنسان خلال حياته تساهم في صقل شخصيته وتدعيم آرائه وتقويتها، فيصبح أقوى في التعبير عن رأيه وأكثر شجاعة وأجمل حديثاً، فالكثير من الناس يمتلكون العديد من الآراء داخلياً غير أنّ لديهم صعوبةٌ واستحالةٌ في التعبير عنها، أو قولها أمام مجموعةٍ من الناس، وتساهم كمية المعلومات في زيادة ثقة الإنسان بنفسه، وبالتالي ترك انطباعاتٍ مميّزةٍ لدى من هم حوله، فالمثقفون ينالون إعجاب الناس على الدوام، فالثقافة تكاد تكون درعاً أو حصانةً أو قوةً لدى صاحبها، وبالتالي يتحدّث المثقف بقوةٍ وبلا خجلٍ أمام أي إنسان، بل وأمام جمعٍ كبيرٍ من الناس.

في الوقت الحاضر يتم طرح العديد من المحاضرات التي تركز على الطاقة الإيجابية وما يعرف بالإتيكيت أو فن التعامل وطرق عيش الحياة بلباقةٍ وتميزٍ ورقي، كما أنّ هناك الكثير من الدورات التي يسجل فيها الأشخاص ليتعلّموا الأساسيات ومبادئ التعبير عن الرأي، والتصرف واللباقة على أيدي متخصّصين في المواضيع المذكورة، فيخضعون روّادهم لتمارين وتدريباتٍ تساعدهم على التعبير عن آرائهم بشجاعةٍ وثقة، مثل تلك الحلقات التي تتكوّن من مجموعةٍ من الأشخاص الذين يعانون المشاكل التي تخصّ هذه الأمور فيخضعون للمساعدة النفسية التي تحسن من سوء الوضع.

يجدر بالذكر أن الأشخاص الواثقين بأنفسهم وبأفكارهم وآرائهم وشخصياتهم وثقافتهم والذين يتحلّون بالجرأة هم الأكثر قدرةً على التحدث بلا قيودٍ ولا ترددٍ أو خجلٍ وبلباقةٍ عاليةٍ أيضاً بغضّ النظر عن الزمان أو المكان أو عدد ونوعية الأشخاص الجالسين من حولهم.

المقالات المتعلقة بكيف تتحدث بلباقة وبلا خوف