قد يصاب الكثير من الأشخاص بالذهول عند رؤية بعض أعشاش الطيور؛ فهي دقيقة البناء والصنع، وبعض الطيور تبني أعشاشها على شكل مستعمرات بجانب بعضها البعض لحماية البيض من الحيوانات الأخرى التي تتغذى على البيض، وتستهلك الطيور الكثير من الجهد والوقت لبناء العش فتحتاج إلى تغذية وتناول الحبوب حتى تبذل المزيد من الجهد، وبعد التزاوج تبدأ الطيور في بناء العش والاعتناء في صغارها حتى يمكنهم الاعتماد على نفسهم والتحليق بحثاً عن الطعام.
تختلف الطيور في اختيار المواد التي تبني بها العش من طير إلى آخر، لكن غالباً ما تستخدم القش وأغصان الأشجار الرفيعة، فبدايةً يقوم الزوجين من الطيور بالبحث عن المكان المناسب للعش، ويجب أن يكون هذا المكان بعيداً عن الإنسان وعن الحيوانات في مكانٍ مهجورٍ حتى لا يؤذي أحد البيض وغالباً ما يكون على شجرة عالية، ويتم إخفاء العش بين أوراق الأشجار حتى لا يكتشفه أحد بسهولة، فيبدأ الزوجان البحث عن أغصان الأشجار الرفيعة والقش، ويحتاج ذلك الى الكثير من الجهد من الطير الأم أو الأب وقد يقوم الاثنين معاً بصنعه، وتتم عملية بناء العش خلال أسبوع، ويوضع القش والأغصان فوق بعضها البعض، وتكون على هيئة عش قادر على حماية البيض، ويختلف التشكيل من طير إلى آخر فقد منح الله تعالى الطيور قدرةً كبيرةً على تشكيل العش بطريقة جمالية رائعة، ومن أكثر الأمثلة على هذا العش عش طائر الطنان فهو أجمل وأصغر عش في العالم؛ فحجمه بحجم قطعة نقود وتقوم ببنائه أنثى الطنان من الألياف والأغصان الصغيرة فسبحان الله فيما خلق.
طائر السنونو يقوم بالرجوع إلى عشه فلا يبني عشاً في كل سنة عند وضع البيض فيقوم بإصلاح عشه بوضع المزيد من الأغصان والقش وترتيبها من جديد والرجوع إلى مكانه، ويقوم النسر والعقاب ببناء عشه على أعلى قمم الجبال والمناطق الصحراوية، فبعض أنواع الصقور تقوم بإحداث حفرة على جرف صخريّ وبناء العش من الحشائش والأغصان، أو تستخدم الأعشاش المهجورة من الطيور الأخرى أو تنقل هذه الأعشاش إلى المنطقة التي تجدها مناسبة لوجود العش.
المقالات المتعلقة بكيف تبني الطيور أعشاشها