رمضان هو شهر الطاعة والرحمة والغفران، رمضان هو ذلك الضيف العزيز الذي يقدمنا كل عام، ونحن نحسن استقباله ونبتهج بوجوده بيننا، ونسعى كل السعي بأن يكون رمضان فرحٌ منا، رمضان وربُ رمضان، وأن يصبح رمضان جزء منا لباقي حياتنا، وأن نستذكر أيامه وصلوتاته وقرآنه الذي يتلى نستذكر كل هذه الأشياء بالعمل لا بالقول فحسب، فرمضان هو محطة إيمانية ومحطة لتغيير النفوس والتفكير والعادات وبعض المبادئ، هو محطة قوية لذلك يجب علينا أن نستثمرها خير الاستثمار وأن يكون لنا الأثر الطيب في رمضان كما لرمضان الأثر الطيب فينا.
وعن استقبال رمضان والتجهيز له فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يودعون رمضان ستى أشهر ويسألون الله قبوله منهم، ويدعون الله ستة أشهر أخرى أن يبلغهم رمضان، هكذا كان جب الصحابة لرمضان لم يكن بالنسبة لهم تذكار يتذكرونه قبل شهر فيدعون الله بأن يبلغهم إياه، بل يدعون الله منذ إنقضاء رمضان أن يبلغهم رمضان العام القادم غير فاقدين ولا مفقعودين.
أما عن كيفية استقبال رمضان، فرمضان هو المدرسة الإيمانية لذا يجب وضع الخطة الدراسية الإيمانية الصائبة لهذا الشهر العظيم والتي تتمثل في وضع جدولة واضحة للاعمال التي نريد عملها في رمضان وهي الاهداف التي نريد تحقيقها خلال هذا الشهر الفضيل والتي تتمثل في قراءة القرآن والإكثار من التسبيح والذكر والحمد والشكر لله ، والإكثار من الصلاة وقيام الليل، وكزم الغيظ والتحلي بالأخلاق الحسنة، كل هذه الأمور يحب صياغتها بالعدد فمثًلا القول أريد أن اقرا جزئين من القرآن الكريم يوميًا في رمضان وأريد بإذن الله أن أسبح ألفًا وأحمد الله ألفًا وهكذا، يجب استقبال رمضان بلائحة أعمال واضحه كما نستقبله بلائحة طعامٍ واضحة وممتلئة، فليكن عندنا توازن للقوى واللوائح التي نصنعها.
لذلك يجب تهيئة النفس إيمانيًا وروحانيا لاستقبال هذا الشهر الفضيل، وخلق أجواء جميلة في المنزل والمسجد والشوارع وحتى الأسواق، بأن رمضان قد جاءنا ، بأن رمضان على الأبواب، بأن شهر الطاعة قد عاد فيجب أن نعمل جاهدين سوية على أن نصومه ونقومه احتسابًا وإيمانًا.
كان السلف الصالح رضي الله عنهم يصومون في كل أيام السنة، لا ينتظرون رمضان حتى يصوموا فإذا جاء رمضان ضاعفوا الطاعة ولكن لم يخصصوا لها كل الابتهاج الذي نقوم به في يومنا، فيعجبون من أمر المسلمين من تحضير الوجبات الكثيرة وقوائم الأكل وكأنهم لم ياكلوا لا قبل ولا بعد رمضان، فيقول هؤلاء الصالحون أنهم اعتادوا على الصيام فلم يحتاجوا لكل هذه المفاخر أو الزيادة في قدر الطعام فرمضان شهر الصيام نعم ولكنه شهر الطاعة أكثر من كونه شهر للأكل وغيره من الملهيات.
وبجانب قائمة الطاعات التي يجب أن نجهزها لاستقبال رمضان، هناك قائمة من المحظورات التي يجب أن نمتنع عنها سواء من مشاهدة المحرمات أو من تفويت بعض الفرائض أو القيام بأي عمل في معصية فيجب أن تكون هناك قائمة لكل شخص يعرف ما الذي يفعله فيضع قائمة الطاعات وقائمة المحظورات ويبدأ رمضان ويبدأ تنافسه مع نفسه وتنافسه مع الآخرين فرمضان هو سباق للجنة لننظر من الذي سيفوز.
المقالات المتعلقة بكيف اجهز لرمضان