صيام شهر رمضان المبارك هو فرض، فرضه الله تعالى على كل مسلم قادر على أداءه، و أسقطه عن كل من لا يقدر عليه، و رمضان يأتي مرة كل سنة أي مرة كل اثني عشر شهراً، لهذا فهو فرصة ثمينة جداً، لا يتوجب علينا أن نهدرها أو أن نضيعها، فهي فرصة لتطهير نفوسنا من الخطايا و الآثام التي علقت بنا، طوال السنة، فالخير فيه يضاعف و مصادر الشر من المفترض ان تقل فيه إلا ما أصر الإنسان على الإتيان به من معاصي، و من هنا وجب على الإنسان ان يعمل جاهداً و بكل وسعه على ان يكون قادراً على استغلال كل لحظة من لحظات هذا الشهر الفضيل.
إن استغلال لحظات الشهر الفضيل يجب أن يكون مخططاً لها من قبل، فيجب ان يتم تقسيم اليوم بين الدين و الدنيا، فشهر رمضان لا يعني أن تتوقف الأعمال، وكم جرى ابتذال هذا الكلام في أذهان الناس، و الدليل واضح من نسب الانتاجية المتدنية و الخمول الذي يصيب الناس نتجية فكرتهم التي تسيطر عليهم و التي تتمركز في عقلهم الباطن بان شهر رمضان هو شهر الراحة و الخمول و الدعة و الاستكانة. فهذه السلوكات يجب ان تدرس بعناية و أن يجري تعديلها مستقبلاً حتى تصحح الصورة الخاطئة التي في أذهان الناس عن رمضان، و مرة أخرى ليس عن طريق الكلام المبتذل الذي أصبح لا يسمن و لا يغني من جوع.
من أفضل الاعمال التي يستطيع بها الصائم أن يقضي وقته هي العبادات المتنوعة كالذكر و التسبيح و الصلاة، كما أن صلة الأرحام و بر الأبوين و الوالدين أيضاً من الواجبات، إضافة إلى الإكثار من التصدق و التزكية عن النفس وعن العائلة، و يتوجب أيضاً على الناس أن يعملوا على الإكثار من كافة افعال الخير و صنوفها، كما و يجب على الانسان الصائم ان يكثر من الروحانيات فهي طريقة الوصول إلى الله تعالى و معرفته، و قراءة القرآن الكريم هي التي تعمل على تجسيد الروحانيات في الناس، ومن هنا توجب على الإنسان أن يعمل على ان يعمل أفضل الاعمال تقرباً من الله تعالى وطلباً لرضوانه فرمضان هو شهر الخيرات وهو ليس شهراً عادياً كباقي الأشهر بل شهر له خصوصيته عند كل مسلم ومؤمن يرقب الله تعالى دائماً في خطواته ويعمل جاهداً على الوصول إلى جنانه ونيل مرضاته.
المقالات المتعلقة بكيف تقضي صيام رمضان