خلق الله الكون وأبدعه وجعل فيه من المخلوقات تنوعا واسعاً التي تتخذ البحر سبيلاً لها، وأخرى تأخذ البر سبيلاً له ومعاشاً فيه، وأخرى تطير في الجو وتتحرك بين الهواء وكأنها خلقت بينه ومنه، وتلك التي تتخذ الجو حياة لها يطلق عليها الطيور ومنها ما هو مفترس يرغب بافتراس المخلوقات ويهوى الحصول عليها كفرائس لها كالصقور والنسور وبعض النورس الذي يتخذ غذائه على السمك في البحر .
ومنها ما يبتغي الحب والعشب قوتاً وقوة له يمكنه من مواصلة الحياة، فأما النوع الثاني فهو نوع جميل يهوى الكثير من البشر اقتناءه لجمال مظهره وطلته وأيضا لحسن صوته وإضفاءه على المكان المتواجد به كثيرا من الجمال والحسن، وتلك الطيور متعددة في أنواعها ومختلفة في أصواتها وحركاتها، ولها مسميات عديدة تختلف باختلاف الإقليم التي تعيش فيه، ومن تلك الطيور الجميلة التي يقتنيها عدد كبير من الناس طائر الحسون الذي يتخذ الحب غذاءاً له والذي أصبح ينتجه البشر له في المصانع المختصة .
وبدأ عملية اقتناء الطيور من العصر الروماني الذي بدأت فيه حسناوات القصور يتلقين الهدايا من المحبوبين على شكل طيور جميلة توضع في أقفاص ذهبية أو فضية؛ دلالة على حنان ورومانسية الرجل المتقدم وأيضاً على قوته وشكيمته وحدة بصره وحسن صيده التي كانت تعتبر في ذلك الزمان مقومات فارس الأحلام التي ترغب به أي فتاة، ومن تلك الطيور التي كان من الصعب اصطيادها والحصول عليها الحسون حيث يمتاز بسرعته الكبيرة وأيضاً قدرته على المناورة وعدم قدومه إلى الأراضي إلا عن طريق البحر وفي أوقات معينة فقط من السنة فكان العشاق ينتظرونه ليقدموه هدايا لعشيقاتهم في ذلك الزمن .
ولكن مما يتميز به الحسون أنه طائر عنيد يعشق الحرية فهو يصاب بالحزن والكمد بعد صيده واسقاطه في القفص ويتوقف عن التغريد وعن الحركة بشكلها الطبيعي لأن من عاداته الهجرة والحركة بسرعة فكيف له أن يعتاد على قفص صغير، ولذلك كانوا يأتون به في قفص كبير ليتاح له الحركة بحرية بلغت في بعض العشاق مساحة غرف النوم في القصور حيث يأخذ بعض الحرية فيبدأ بالتغريد، .
وهناك عدد من الطرق التي تدفعه للتغريد وهو العشق بأن يعشق ذلك الحسون واحدة من جنسه فيذهب لإرغابها بصوته وحسن بهيته ويتحصل المطلوب منه بالتغريد حين ذاك، ولكن كثيراً ما يرفض الحسون ذلك بسبب منعه عن الحرية والحركة فالأفضل هو توسيع القفص وزيادته مساحته ليتمكن من الحركة بحرية وسهولة .
أيضاً يفضل إخراجه في شمس الصباح ليرى ضوء الشمس ونسيم الصباح فذلك يدفع به الكثير للرغبة بالحرية ويبدأ تغريده حين ذاك، ولا ينسى الطعام والتبديل فيه وتوفير عش مريح له ليتمكن من الشعور وكأنه في العالم الحر الواسع الذي يحق له الذهاب فيه إلى أي مكان يريد.
المقالات المتعلقة بكيف اجعل الحسون يغرد