الخجل وخصوصاً لدى الفتاة هو حالة صحيّة وأمرٌ طبيعيّ ، ويجب على كلّ فتاة أن تتحلّى بهذهِ الصفة التي تزيد من جمال الفتاة ومن حُسنها ومِن انوثتها ، ولا نعني بالخجل أن تكون الفتاة ضعيفة الشخصيّة ويعبث بها الآخرين دون ان تذبّ عن كيانها وعن نفسها أذى الناس ، خصوصاً إذا اضطرتها الظروف أن تكون لوحدها ، بل ينبغي لها أن تردّ أذى الناس إذا استدعت الحاجة لذلك.
والخجل يحدث نتيجة لتغيير في الكيمياء الحيوية للجسم ، ويرتسم الخجل على الوجه تحديداً على شكل احمرار في الوجنتين واطراق للعينين وعدم لجرأة على النظر في وجه الطرف الآخر،وكما قُلنا سابقاً أنّ الخجل لدى الفتاة هو أمرٌ يزيد من انوثتها ، ويزيد من جمالها ، فالرجال لا يحبّون الفتاة الجريئة والقريبة من الصفات الرجوليّة ، فالمرأة المسترجلة هي امرأة ملعونة في الاسلام ، ولا يقبلها المجتمع ، وهيَ بذلك تخرج عن الفطرة التي عليها طبيعة المرأة وأساس خلقتها.
ولأنّ الخجل لدى الفتاة أمرٌ مرغوب ، ويحبّه الرجال ويتمنّى الرجل دائماً أن يتزوّج بفتاة ترتسم علامات الخجل على مُحيّاها ـ فسنسلّط الضوء على بعض الأمور التي تجعل الفتاة خجولة.
كيف أكون خجولة للتربيّة أهميّة وفائدة عظيمة ، فعن طريق التربيّة ترتسم شخصية الأبناء وتتضّح معالم شخصيتهم الأساسية ، ويبنغي على الوالدين أن يركّزوا على حُسن التربية ، وخصوصاً تربية البنت ، فلا ينبغي أن تتربّى على طريقة الأولاد ، فكثرة اختلاطها مع الأولاد واللعب معهم خصوصاً في فترات العمر المتأخرة وليست في مراحل الطفولة الأولى ، سيزيد من الشخصيّة القريبة لشخصية الأولتد لديها ، حتّى انّها تصبح تقلّد مشيتهم ، وربّما في قصّات الشعر ، ومع كثرة التعامل مع الاولاد تكون لديها الألفة مع الآخرين بشكل ينزع منها الخجل بالتدريج. الإختلاط بين الرجل والمرأة ، فالإختلاط يزيد من تعوّد المرأة على الرجل ، ويقضي على بوادر الخجل أوّلاً بأول ، فالفتاة التي لم تتعامل مع الرجال إلاّ في حدود ضيّقة وعند الحاجة تختلف ردّة فعلها حين تلتقي بالرجل الذي يُريد أن يرتبط بها ، فتراها خجولة ومحمرّة الوجنتين ، ولا تستطيع النظر في عينيه ، وهو الأمر الذي يزيد الرغبة في هذهِ الفتاة لدى الرجل. وإذا صادفت الفتاة أن كانت في بدايات حياته قد تعاملت كثيراً مع الرجال وأصبحت لا تشعر بالخجل ، فعليها أن تُعيد برمجة نفسها ، فالأمر لم يفُتها بعد ، بل باستطاعتها أن تكتسب هذهِ الصفة عن طريق البرمجة الداخلية وبأن تستحضر فضيلة الخجل وبأنه من صفات جمال المرأة وأنوثتها ، وبالتالي تستطيع الوصول إلى هذا الأمر بالتدريب. على الفتاة أن تتذكّر أنّ الحياء والخجل هو جزء من إيمانها وعفّتها ، وهوَ علامة صون وعفاف وحُسن خُلق.