بالتزامن مع العودة إلى المدارس، وبدء اختلاط أطفالنا بأصدقائهم وزملائهم في الصف، يبدأ هاجس القلق لدى الأمهات، والفوبيا من القمل والصيبان. تنتشر بين طلبة المدارس عادة آفة القمل والصيبان التي تنتقل من طفل إلى آخر عن طريق الملامسة المباشرة بينهم، قد يكون طفلاً واحداً حاملاً للحشرة وينقلها إلى آخر وتستمرّ عملية الانتقال إلى واحد تلو الآخر إذا لم تحارب هذه الحشرة الفتاكة ويُحدّ من تفشي انتشارها.
كل مشكلة ولها حل، لكن بالدرجة الأولى على الأم أن تولي أطفالها الأهمية القصوى من المتابعة والعناية بنظافتهم، وعلى المدرسة بالدرجة الثانية متابعة ذلك وإخبار أهل الطفل المصاب ليتمّ معالجته على الفور لمنع انتقال العدوى. تنتشر حشرتا القمل والصيبان عادةً في السجون والمدارس، وذلك لأنهما أكثر مكان يكتظ بهما الأفراد ويبقون مع بعضهم البعض لأطول فترة ممكنة، ويُعزى سبب تكاثر هذه الحشرات إلى عدم وجود عامل النظافة.
إنّ القمل والصيبان لا يقتصر على الفئات المذكورة فقط؛ بل قد ينتقل إلى الوالدين، والإخوة، فجميع الفئات العمرية معرضة للإصابة بهذا المرض لذلك يجب المتابعة والعناية لتجنّب انتقاله إلى جميع أفراد المنزل. يُذكر بأن داء القمل يغزو دول العالم الثالث؛ حيث تفتك هذه الآفة برؤوس الكثير من مواطني هذه الدول، وذلك بسبب عدم إيلاء عامل النظافة أي أهمية أبداً.
إلى كل أم، وكل شخص يعاني من هذه الحشرات، تابعِ موضوع بحثنا هذا لتجنيب المصاب أو الشخص الّذي يمكن أن يتعرّض إلى الإصابة من الإحراج.
حشرة القمل والصيبانتبدأ حشرة القمل الطفيلية حياتها داخل بيضة ناتجة من تزاوج حشرة القمل الأنثى والذكر البالغين؛ حيث يتم وضعها في رأس المصاب عند جلدة الرأس، وتسمّى حشرة القمل في مراحلها الأولى بـ (الصيبان). يتغذّى الصيبان عادةً على مص دم المصاب من منطقة الرأس، الأمر الذي يسبب له الحكة، وبهذا يتغير لون الصيبان إلى اللون البنّي المحمر نتيجة حصولها على التغذية من دم الإنسان المصاب، لتتابع مراحل تطورها لتصبح قملة مكتملة النمو.
يتكاثر القمل داخل رأس المصاب، قد يبدأ بالصيبان، أو قد تنتقل حشرة قمل مخصّبة وتضع بيوضها (الصيبان) في رأس المصاب، ومن هنا يبدأ التكاثر، وتبدأ معاناة المريض مع هذا المرض المحرج للغاية. يصل حجم القمل حوالي حجم حبة السمسم، وتتعلّق بقوة في مؤخرة الرأس (فروة الرأس وأول العنق).
أنواع القمل والصيبان
طرق العدوى
يستحسن في كل الأمور الوقاية دائماً قبل الوقوع في المشكلة، لذلك قيل قديماً درهم وقاية خير من قنطار علاج، لذلك اتبع ما يلي للوقاية في حال الإصابة وذلك لعدم تكرار حدوثها مرة أخرى:
يتوّجب على الشخص المصاب بحشرة القمل والصيبان، التوّجه فوراً لاستشارة الطبيب في حال استنفاد كافة السبل في القضاء على القمل، وملاحظة تفشي المشكلة وتفاقمها بدلاً من حلها.
من جهته الطبيب سيتّخذ الإجراءات والتدابير اللازمة لذلك؛ حيث سيستخدم لذلك ما يُسمّى بـ "مصباح وود" والذي يعرف بأنه ضوء خاص لهذه الغاية يكشف عن أماكن تواجد تجمعات بيض القمل (الصيبان) والذي يظهر باللون الأزرق تحت ضوء هذا المصباح. ويذكر بأن هناك مشط إلكتروني صُنع لمعالجة هذه الآفة، التي باتت تقلق الغالبية العظمى، ولكن انتشاره محدود.
مخاطر تفشي القمل والصيبانتنقل حشرة القمل الطفيلية أمراضاً للمصاب، منها التيفوس، والتي تنقلها قملة الجسم إلى الشخص المصاب؛ حيث ترافق إصابة هذا المرض أعراض تظهر على المصاب تشبه أعراض الإنفلونزا أو نزلات البرد الحادة أحياناً، (ألم في الرأس (صداع)، وقشعريرة، وطفح جلدي، وحمى) ، ومن الممكن لهذا المرض أن يؤدي إلى الوفاة في حال عدم مثول المصاب إلى العلاج اللازم.
المقالات المتعلقة بكيف أقضي على الصيبان