الحياة الزوجيّة تعاني مجتمعاتنا المعاصرة من زيادة نسب الطّلاق بين الأزواج، كما تعاني مجتمعاتنا من انتشار الخلافات والمشاكل بين الأزواج، وأصبح من النّادر أن يجد الإنسان منّا حياة زوجيّة بدون منغّصات أو مشاكل، والحقيقة أنّ هذه الخلافات قد تكون لها أسباب مختلفة منها أسباب اجتماعيّة أو اقتصاديّة أو ثقافيّة تربويّة، فالمشاكل الاجتماعيّة تتعلّق بأمور منها تدخّلات الأهل في الحياة الزّوجيّة وقد تكون بسبب عادات معيّنة في المجتمع مثل تزويج الفتيات في سنّ مبكّرة، وقد تكون الأسباب اقتصاديّة تتعلّق بصعوبة الوضع الاقتصاديّ والمعيشيّ في البلد، كما قد تكون المشاكل بسبب ضعف التّعليم والثّقافة لدى الأفراد والتي تؤثّر تأثيراً مباشراً في ديمومة الحياة الزّوجيّة من عدمها.
كيف أعيش حياة زوجية سعيدة في كلّ الأحوال تبقى الخلافات والطّلاق شبحاً يسعى الجميع للبعد عنه، وتبقى أمنية بناء حياة زوجيّة سعيدة منشد كلّ زوجٍ وزوجة، وحتّى تتحقّق تلك الحياة السّعيدة على الناس والمجتمع أن يراعوا ما يلي:
- أن يدرك الزّوج والزّوجة أنّ على كلّ واحدٍ منهما مسؤوليّات وواجبات كما أنّ له حقوق، فكلاهما مكلف في الأسرة بالأطفالها ورعاية البيت وتدبير شؤونه، والزّوج كذلك عليه مسؤوليّات منها القيام بتوفير ما تحتاجه تلك الأسرة من طعام وشراب ومسكن وغير ذلك، والقيام بمهمة النّفقة على البيت وكذلك توفير الأمن النّفسي لأسرته، وإن من شأن قيام كلّ طرفٍ من أطراف الحياة الزّوجيّة بواجباته على أكمل وجه أن تكتمل الأدوار في هذه الحياة فيعيش الزّوجين حياة سعيدة بعيده عن المشاكل التي قد تظهر بسبب تخلّي طرفٍ عن مسؤولياته.
- أن تبنى العلاقة الزّوجية على التّفاهم والثّقة المتبادلة وأن يكون الحوار فقط هو وسلية حلّ الخلافات بين الزّوجين، فعلى الزّوجين ومنذ اللحظة الأولى لحياتهم الزّوجيّة أن يراعوا مسألة الثّقة بينهما، فالشّكّ هو أوّل معاول هدم تلك العلاقة، وعليهم أن يحرصوا على تبنّي أسلوب الحوار والمناقشة التي تمكّن كلّ طرفٍ من طرح أفكاره وما يجول بخاطره بكلّ حريّة بعيداً عن العصبيّة والتّمسك بالرّأي، وكلّ ذلك بلا شكّ يساعد على بناء حياة زوجيّة سعيدة .
- الحفاظ على أسرار الحياة الزّوجيّة، فمن متطلّبات الحياة الزّوجيّة السّعيدة ضرورة كتم أسرار العلاقة الزّوجيّة وعدم البوح بها لأحدٍ من النّاس ولو كان من الأقارب .
- الحرص على التّمسك بمعانٍ جميلة في الحياة الزّوجيّة منها التّهادي وهي سنّة نبويّة حيث يحرص الزّوجين على تبادل الهدايا فيما بينهم في مناسباتهم، وكذلك تبادل الكلام المعسول والعزل الذي يضفي على الحياة الزّوجيّة رونقاً ويكسبها ألقاً.