العناية بالطفل ترغب كلّ أمٍّ أن يعتمد طفلها على نفسه، ويقوم بواجباته وأمور يومه بمفرده، لتشعر بأنّه قد كبر ولم يعد طفلها الصّغير، ولتشعر أيضاً بنجاحها في تربيته وتعليمه أن يكون فرداً مستقلّاً بنفسه، فتُعلّمه استخدام الحمّام وحده، وتناول الطّعام وحده، وترتيب غرفته وألعابه، ولكن قد تبقى المشكلة الأكبر لديها هي تعليمه النوم وحده، خاصّةً إذا اعتاد أن ينام مع والدته. في هذا المقال سنساعد كلّ أمًّ ترغب أن يعتمد طفلها على نفسه في هذه الخطوة، ويتعلّم النّوم وحده.
تعليم الطفل النوم وحده قد تكون هذه المرحلة طويلةً ومتعبة، ومليئةً الدّموع والصّراخ، وقد تنتهي بعض اللّيالي بنوم طفلكِ بجانبك، بعد فقدانك الأمل به، ولكن إذا اتّبعتِ الخطوات التّالية، قد يسهل عليكِ الأمر:
- إذا رغبتِ أن ينام طفلكِ في غرفته الخاصّة، احرصي على أن يكون جوّها ملائماً له، بأن تضعي ألعابه المفضّله في سريره، أو أن تتركي الضّوء الخفيف مضاءً، وأن تتركي باب غرفته مفتوحاً، لكي لا يخاف ويبدأ بالبكاء.
- تخلّصي من كلّ وسائل التّكنولوجيا في غرفته وأطفئيها، مثل الكمبيوتر، والتّلفاز؛ لأنّ الضّوء والضّجيج الصّادر منه يضعف من رغبة طفلكِ بالنّوم.
- اخلقي روتيناً ليليّاً للنّوم، بأن تُعطي طفلكِ حمّاماً دافئاً، وتفرشي أسنانه، وتقرئي له قصةً قصيرةً، أو سورةً صغيرةً من القرآن الكريم، فهذا الرّوتين كفيلٌ بتخفيف خوف وقلق طفلكِ من وقت النّوم.
- خفّفي من تواجدك في غرفة طفلك قبل أن يخلد إلى النّوم، ولا تنامي بجانبه في السّرير حتّى ينام، بل حاولي الابتعاد عنه، كي لا يعتمد ويعتاد على تواجدكِ معه في غرفته قبل نومه، وقد يكون الأمر صعباً في البداية، وقد يصرخ طفلك منادياً باسمك طوال الوقت حتّى تدخلي إليه، وقد يبدأ بالبكاء، أو قد يخرج من غرفته، وكلّ ما عليكِ فعله هو إعادته إلى غرفته والتّخفيف عنه ومسح دموعه، والخروج من غرفته مجدّداً، من دون أن تغضبي منه أو أن تفقدي الأمل، حتّى يعتاد على الأمر.
- اخلقي جوّاً من الأمان لطفلك، خاصّةً إن كانت لديه مخاوف من الظّلام أو البقاء وحده، وأشعريه أنّ معه ما يحميه، مثل دبّه المحشوّ المفضّل، أو بطّانيّته المفضّله، ليستشعر بتواجد شيءٍ ما معه.
- عدي طفلك بأن تعودي إلى غرفته بعد مرور الوقت، أو بعد إنجازك لأمرٍ ما، وكوني عند وعدك، ولكن حاولي أن تطيلي غيابك أكثر فأكثر كلّ مرّة.
- كافئي طفلك بعد ليلة نومٍ هانئ بأن تعطيه هديّةً بسيطة، أو أن تشتري له ما لذّ وطاب من الحلويّات المفضّلة لديه، لتشجيعه على إعادة الكرّة.