الغضب وضبط النَّفس
الغضب أحد المشاعر التي تعتري الإنسان نتيجة تعرضه لموقفٍ يشعر فيه بالظُّلم أو الإهانة أو الاستفزاز أو إعتداءٍ على حُرمات الدِّين أو العِرض أو المال والولد، وهو غضبٌ محمودٌ وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم شديد الغضب إذا ما انتُكهت حُرمات الإسلام؛ أمّا النوع الآخر وهو الغضب المذموم الذي يدفع الإنسان إلى الصُّراخ والضَّرب والتّلفظ بما لا يليق من الألفاظ، وقد يتعدّى به الأمر إلى سبّ الذّات الإلهيّة وعادةً ما يكون لأسبابٍ تافهةٍ لا تستحق كُلّ العاصفة الهوجاء من الغضب المبالغ فيه؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:"ليس الشديد بالصُّرَعَة إنمّا الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"؛ فهنا دليلٌ قاطعٌ من النّبي الأكرم على أنّ ضبط النّفس وكتم الغيظ من أبرز صفات القوة في شخصية الإنسان، وأنّ مقياس القوة ليس بالقدرة الجسمانيّة وإنمّا بالقدرة على التّحكم في المشاعر حال ثورانها وكبح جِماحها؛ بحيث لا تسمح لغضبك أن يتحكم في ردود أفعالك والتي عادة ما تقودك إلى الندم والحسرة والاعتذار.
كيفيّة ضبط النّفس عند الغضب
- موجة الغضب تتسبّب في زيادة نبضات القلب وارتفاع ضغط الدَّم، والذي يظهر جليًّا في احمرار الوجه وارتعاد الأطراف والتّعرق وضعف التّركيز؛ لذلك وجّه النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الحالة إلى الإسراع إلى الوضوء ثُمّ الصّلاة؛ ففيها السّكينة والطُمأنينة وتهدئة الرُّوح والأعصاب.
- عند الشُّعور ببداية الاستفزاز أو الغضب من موقفٍ ما كُلُّ ما عليك فِعله هو أخذ نفسٍ عميقٍ عن طريق الأنف وحبسه لعدّة ثوانٍ داخل الصّدر ثُمّ إخراجه عن طريق الفم مع تكرار هذه الطريقة عدّة مرّاتٍ حتى تشعر بالهدوء.
- محاولة الابتعاد عن الأشخاص الذين عادة ما ينتهي النِّقاش معهم بموجة غضبٍ حادّةٍ ومحاولة تفسير أقوالهم بشكلٍ عقلانيٍّ بعيدًا عن العاطفة أو المنظور الشّخصيّ للأمور.
- في حال وقوع المشكلة فكّر في إيجاد المخرج من هذه المشكلة بدلًا من مفاقمتها بالصُّراخ والغضب؛ الذي قد يُعقد المشكلة أكثر.
- الالتزام بالهديّ النبويّ في حالة الغضب والذي ثبُت نجاعته من أكبر أطباء علم النّفس في العالم وهو تغيير الوضعية من قيامٍ إلى جُلوسٍ أو من جُلوسٍ إلى اضطجاعٍ مع التزام الصّمت؛ فالكلام وقت الغضب يدفع بالإنسان إلى التلفّظ بما قد يندم عليه لاحقًا، وأيضًا الاستعاذة من الشّيطان الرّجيم؛ فهو مُسبب الغضب والذي يزيد من نيرانه في النّفس.
- التفكير في الضرر الصحي الذي قد يتسبب به الغضب؛ فهو من الأسباب الرئيسة للإصابة بالسكتات القلبية والجلطات والسكري؛ فإذن عليك بالهدوء.