كيف أحب نفسي وأتقبلها

كيف أحب نفسي وأتقبلها

الإنسان والنفس

الإنسان مزيج معقد من العناصر التي تتفاعل مع بعضها البعض لتعطي هذا الكائن الفريد من نوعه، فالإنسان كائن معجز بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

تصالح الإنسان مع نفسه، وحبّه لذاته كما هي ليس بالأمر السهل، بل يحتاج إلى تأمّل، وتفحُّص من الشخص نفسه لنفسه، ولكن يمكن القول أن محبة الإنسان لنفسه رضاه عنها هي بداية الطريق، وهي بداية حياته الحقيقية على هذه الأرض، وهي أيضاً بداية تأثيره وفاعليته في كل العناصر التي تحيط به.

الأشخاص غير الراضين عن أنفسهم، والذين يكرهون العناصر التي تكوّنوا منها يعانون كثيراً خلال حياتهم، فتراهم يسعون ويسعون ليصيروا كما الآخرين، مع عدم إدراكهم أنّ ما هم عليه هو الأفضل لهم ولوضعهم، فالله تعالى لم يخلق الإنسان في الحالة التي هو عليها عبثاً، ولو أراد أن يخلق جميع الناس بنفس الصفات لفعل، وهذا لا يعني أبداً أن يتوقف الإنسان عن السعي إلى تطوير نفسه، فالرضا عن النفس ومحبتها ينسحبان فقط على الثوابت التي لا تتغير مهما حاول الإنسان أن يغير منها.

كيف أحبّ نفسي وأتقبلها؟

  • يجب أن يدرك الإنسان أنّ قيمته ليست بالقشور الزائفة التي تغطيه، كالاسم، والجنس، العرق، والشكل، والحالة الاجتماعية، والدين، والمستوى التعليميّ، والشهادات التي يمتلكها، والمهارات التي يتقنها، وغيرها، فقيمة الإنسان أسمى من ذلك وأعمق ويجب على كل شخص أن يكتشف جوهره الذي تعطى بتراب الأيام والسنين المتعاقبة، من خلال محاولة نزع هذه القضور والتجرد منها في لحظة صفاء وسكينة بينه وبين نفسه، فكل يوم يمر على الإنسان يرتدي فيه قطعة جديدة تغطي جوهره الأصلي وأساس إنسانيته، وليتذكر كلّ إنسان يسعى لأن يحب نفسه تلك القامات العظيمة التي أعجزت العالم والتي لا تملك شيئاً سوى العقل والإرادة وعلى رأس هذه الشخصيات العظيمة ستيفن هوكينج الذي أعجز العالم بنظرياته، والشيخ أحمد ياسين رحمه الله الذي صارع دولة الاحتلال الصهيونيّ وكبّدها أفدح الخسائر، مع أنّهما مقعدان لا يستطيعان أن يحركا أي جزء من جسميهما، فهذان الشخصان لو لم يحبّا نفسيهما، ويتقبّلا الوضع الجديد الذي صارا إليه نتيجة لظروف معيّنة لما استطاعا أن ينجزا كلّ هذه الإنجازات، والأمثلة الأخرى عديدة ومتنوّعة.
  • يجب على الإنسان أن يكتشف المغزى من حياته، وأن يضع لنفسه هدفاً، عندها فقط سيبدأ بتقبّل نفسه كما هي، وسيقبل على الحياة بنقسية أخرى، فقد أصبح يشعر منذ هذه اللحظة بإنسانيته، وسيبدأ حتماً بنسيان النقاط التي لم يكن راضياً عنها، فالسعي وراء شيء نافع مفيد هو السبيل للشعور بقيمة الحياة التي لا تقف عند شكل، أو وضع، أو صوت.

 

المقالات المتعلقة بكيف أحب نفسي وأتقبلها