هو وهي علاقة تناقض بين تفكير الرجل وتفكير المرأة، خلقهما الله سبحانه وتعالى ليكملا بعضهما البعض، وعلى الرغم من اختلافهما فلا يمكن أن يعيش كلّ منهما وحده، فهي بحاجة له وهو بحاجة لها، يتزوجان ليكملا دينهما ويبنيا أسرة تساعد في بناء المجتمع، ويمرّا بالكثير من المواقف والأمور التي قد تسبّب بينهما مشاكل، وهي أمور اعتياديّة في الزواج طبعاً، فلو حدث بعض المشاكل هذا لا يعني نهاية الزواج، بل على العكس إنّ هذه المشاكل كما يقال توابل الحياة الزوجية التي تضفي لها مذاقاً خاصّاً، بشرط أن يحسنا التصرّف فيها دون إساءة أو تجريح، فلو كنت رجلاً كيف يمكنني وأخطأت في حق زوجتي، كيف يمكنني أن أصالحها.
يجب أن يُبنى الزواج على أساس سليم أساس الاحترام، والحبّ، والمودة، والعطف، فلا يكفي الحبّ وحده في الزواج، فهذه العلاقة ستمرّ بالكثير من المطبّات والمواقف والمشاكل التي يجب على الزوجين أن يكونا أهلاً لأن يحلّا هذه المشاكل دون أن تؤدي إلى انهيار الزواج والطلاق، والتسبّب بضياع الأولاد، وفي الكثير من الأحيان تتنازل المرأة لحرصها أكثر على دوام هذه العلاقة، ولصعوبة تنازل الرجل في الكثير من الأمور حتى لو كانت تافهة، لكن قد تكون المشكلة أساساً والخطأ واضحاً من الرجل، هنا عليك أيّها الزوج أن تعترف بخطئك، فإنّ الاعتراف بالخطأ لا ينقص من رجولتك شيئاً، بل على العكس إنّه يزيد من رجولتك، فالتعامل مع ضعف المرأة بالقوة والعنف لا يمتّ للرجولة بصلة.
نصائح لمصالحة الزوجةإن أخطأت يوماً في حقّ زوجتك احرص على مصالحتها، وتحدّث معها بوضوح في المشكلة، وفسّر لها وجهة نظرك ورأيك في الموضوع، فإنّ الكلام والنقاش الواضح والهادئ بعيداً عن العصبيّة الطريقة الأولى لحلّ المشكلة وفهم وجهات النظر المختلفة، ولا تتردّد أبداً في الاعتذار وتقديم الأسف، لأنّ هذه الكلمة إن كانت صادقة على بساطتها كفيلة بحلّ الكثير من المشاكل، حتى وإن واجهتك بالكثير من رفض فلا تنس أنّه عليك أيضاً أن تقدّم التنازلات كما تقدّم هي، ولا تنسَ كذلك أنّ الكلمة الطيبة سحريّة وتؤثّر كثيراً في المرأة كما يقول المثل الشعبي: "الرجل يعشق بعينه والمرأة بأذنها"، حاول أن تفهمها بكلّ تناقضاتها وتغيّر مزاجاتها، واعف عنها واصفح فإنّ أساس الحياة الزوجية التفاهم والتسامح، يقول تعالى في كتابه العزيز: "وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ الله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير".
العلاقة الزوجيّة في حياتنا من أجمل العلاقات التي خلقها الله بين البشر، فيها نرى اندماج اثنين في قلب واحد، يسعيان لبناء أسرة مثاليّة تحضتنهما في كبرهما، فالأبناء الصالحين ثمار الزواج الصالح ما هم إلّا نعمة يمنّ الله بها على عباده ليكونوا عوناً لهم في كبرهم وعجزهم، فأحسن بناء مملكتك، ولا تفرّط بها مهما كان، وعلى الرغم من أيّام صعبة تمرّ بكما تأكّد عزيزي الزوج أنّ ذلك ستعوّضه أيّام أخرى كثيرة مليئة بالسعادة والحبّ والفرح.
المقالات المتعلقة بكيف أصالح زوجتي