أهميّة استثمار وقت الأطفال تعاني كثيرٌ من الأسر العربيّة وخاصّة في وقت العطلات المدرسيّة من تحديات كثيرة في كيفيّة التّعامل مع تلك العطلات، وكيفيّة إشغال وقت فراغ الأطفال، كما تواجه الأسر التي لم يلتحق أطفالها بالمدارس بعد لصغر سنهم هذا التّحدي أيضًا، فالطفل بطبيعته الفطريّة يمتلك طاقات عجيبة، ويحتاج إلى أن يفرّغها في شكل ممارسات وأفعال، فإمّا أن تكون تلك الأفعال تعود بالنّفع عليه وعلى أسرته، وإمّا أن تكون تلك الأفعال مصدر إزعاج لوالديه، ويبقى السّؤال الأهمّ الذي يواجه الأسر العربيّة هو كيف أشغل وقت أطفالي، وما هي الطّرق الأنسب التي يمكن أن تنتهجها الأسر من أجل أن تشغل أوقات أطفالها؟ يجب أن تدرك الأسر ابتداء أنّ المرحلة العمريّة المبكّرة للأطفال هي مرحلة في غاية الأهميّة في تشكيل شخصيّة الطفل لاحقًا، وبالتّالي يجب على الوالدين أن يجّهون جهودهم نحو ذلك.
نصائح لاستثمار أوقاتهم - أن يحاول الوالدان باستمرار تعليم أطفالهم، وتزويدهم بالمعرفة التي تناسب أعمارهم، فعقليّة الطّفل في مرحلة مبكّرة تكون بيئة خصبة جدًا وصالحة لتثبيت الأفكار والعلوم المفيدة، وكما يقال أنّ التّعليم في الصّغر كالنّقش في الحجر، فالتّعليم إذن هو إحدى الأساليب التي يمكن من خلالها إشغال وقت الأطفال، والتّعليم يشتمل على مجالات كثيرة منها تعليمهم القراءة والكتابة، وكذلك اطلاعهم على علوم الحيوان والنباتات وغير ذلك.
- أن تخصّص الأسر وقتًا لأطفالها تكون فيه التّسلية والتّرويح عن نفوسهم بعيدًا عن الشّارع الذي يمكن أن يكتسبوا منه العادات السّيئة، فبيئة الأسرة هي بيئة آمنه فبالإضافة إلى أنّها بيئة نظيفة، فإنّها توفّر الأمان النّفسيّ والإجتماعيّ للطّفل، بحيث يشعر دائمًا بالانتماء لها، وكأنّها حصنه الحصين وملاذه المكين.
- أن تعلّم الأسر أطفالها تحمل المسؤوليّة من خلال تشارك الأعمال التي يقوم بها الكبار، فترى الطّفل في مرحلة مبكرةٍ من عمره يحرص على تقليد أبويه في كلّ شيء، فالابن تراه يتتبّع ما يفعله به أبوه، ويحاول تقليده في كلّ شيء، بل وحتّى القيام بالأعمال التي يقوم بها والده، وكذلك الحال مع البنت تراها تقلّد والدتها كثيرًا، وتنظر إليها نظرة إعجاب، وبالتّالي على الوالدين أن يحرصوا على مراعاة هذا الحسّ والدّافع لدى أطفالهم، وأن يستثمروه بشكلٍ يعود بالنّفع على أطفالهم، حيث تُصقَل شخصيّتهم وتظهر إبداعاتهم، وتتوسّع آفاق تفكيرهم، مع مراعاة مسألة تجنيب الأطفال خطورة القيام ببعض الأعمال، التي يقوم بها الكبار، أو استخدام بعض الأدوات التي قد تؤذيهم.