الثقافة الثقافة هي إحدى المراحل المتقدّمة لدى الإنسان والتي تدلّ على المعرفة الواسعة لدى الشخص والتي لا تنتج من التعليم أو من حشو المعلومات التي لا فائدة منها، فكما قال آينشتاين: "الثقافة هي ما يبقى بعد أن تنسى كلّ ما تعلمته في المدرسة"؛ فالتعليم ليس ضرورةً من ضرورات الثقافة، فكم من أميٌّ مثقفٍ ومتعلمٍ جاهل، ولكن ما تحتاجه الثقافة هو الرغبة لتعلّم كلّ شيءٍ والوعاء المناسب لاستيعاب المعلومات التي تحصل عليها وتوظيفها في مسارها الصحيح ألا وهو العقل. توجد بعض الأمور التي يمكن فعلها لتزيد من ثقافتك بشكلٍ مستمر، وسوف نتطرّق إليها خلال هذا المقال.
كيفيّة زيادة الثقافة - إنّ الصفة الأولى من صفات أي شخصٍ يريد الحصول على العلم والمزيد من الثقافة هي الاستماع، وهي صفةٌ لم يعد الكثيرون يحسنون فعلها مع أنّها من البديهيات، فكيف لك أن تحصل على المعلومة إن لم تستمع لما يقوله من أمامك؟، فلو قام أيّ شخصٍ بمتابعة حوارات المثقّفين (الحقيقيين) حول العالم فستجد أنّهم ينصتون بشكلٍ كاملٍ لما يقوله من أمامهم، ويفهمونه بشكلٍ كاملٍ وبذلك يتمكّنون من الحصول على المعلومة منه أو الرد عليه بالشكل الصحيح في حال كانوا في مناقشةٍ معينة.
- القراءة: كيف لأيّ شخصٍ أن يصبح مثقفاً إن كان يكره الكتب والقراءة ولا ينظر إلى الكتب إلّا عندما تلّح الضرورة على ذلك؟ كالكتب المدرسيّة قبل الامتحان؛ فالشّخص الذي يبحث عن أيّ شيءٍ يذهب إلى مصدر هذا الشيء، ومصدر الثقافة هو الكتاب ومخالطة العلماء، فعندما تقرأ الكتاب فإنّك تستمع لما قاله البشر منذ بداية التدوين وحتّى الوقت الحالي، وتسمع أخبار وأحوال ما حصل قبل ذلك أيضاً، وبذلك فإنّك سوف تكتسب ثقافةً احتاجت البشريّة إلى عمرها كلّها لتصل إليها، أيّ إنّه توجد لديك طريقان للوصول إلى الثقافة وهي قراءة الكتب، أو أن تعيش حياة كلّ شخصٍ عاش على سطح الأرض منذ آدم وحتى وقتك الحالي.
- إنّ المثقف لا يمكن له أن ينعزل على الإطلاق عمّا يدور حوله في العالم، فكيف لك أن تزيد ثقافتك وأن تعدّ نفسك مثقفاً إن كنت تعيش في الماضي طيلة الوقت أو لا تهتم لما يحصل في عالمك فتعيش في عوالم من صنع خيالك وتنعزل بنفسك عن الناس؛ فالثقافة سلاح العقل، والسلاح يصدأ إن لم يُستعمل بالشكل الصحيح وفي مكانه الصحيح، ومكان الثقافة هي إصلاح المجتمع وبها تكبر وتنمو وتزداد.
- إنّ وعاء الثقافة هو العقل، وكلّما ازداد هذا الوعاء صحةً وجمالاً استطاع استيعاب المزيد من المعلومات، ولهذا ولتزيد من ثقافتك فإنّ عليك تجميل عقلك وجعله قادراً على استيعاب المزيد من المعلومات، وستفعل هذا بالاعتناء بنفسك من الرياضة والحصول على المرح بالإضافة إلى التعلّم وغيرها وألّا تعزل نفسك في جوٍّ لا ينتهي بك إلّا إلى الكآبة، وكما أنّ عليك أيضاً أن تجملّ هذا الوعاء بأخلاقك وقيمك ومبادئك واحترامك للآخرين والعمل على إفادتهم بالعلم الذي تمتلكه.