يختلف حفظ القرآن الكريم عن حِفظ بقيّة النُصوص والكُتُب الأخرى ، فهو من السَهل بمكان أن يتمّ لك حفظهُ ، خصوصاً ونحن نقرأ القرآن الكريم في صَلاتنا يوميّاً ، ونستمع إليه عَبر الفضائيات والإذاعة والأشرطة ، ولكن مع هذا التيسير الالهي لِحفظ القرآن الكريم إلاّ أنّ لِحفظهِ شروطاً كثيرة ، من أهمّها أن تكونَ معهُ طاعة وإيمان في قلب صاحبهِ ؛ لأنَّ كلامَ الله عزّ وجلّ لا يجتمع مع المعاصي والذنوب والفساد في الدين والأخلاق.
وحِفظُ القرآن الكريم أو جُزء منهُ أو سورة هو أمرٌ عظيم وشرفٌ للمسلم ، فهوَ يحفظ كلام ربّهِ في قلبِه ، فلا شكَّ أنَّ الله سيحفظ القلب الذي حَفِظَ كلامه ، وسنتحدّث في هذهِ المقال عن إحدى السوَر العظيمة في القرآن الكريم وطريقة حفظها وهي سورة النساء.
سورة النساء هيَ من السوَر المدنيّة ، والتي بلا شكّ تعتبر من أصعب السوَر على الحفظ وذلك لإحتوائها على العديد من الأحكام والقوانين ، وبالتالي فإنَّ الحديث عن كيفية حفظ هذه السورة العظيمة من القرآن هو مدار موضوعنا.
كيفية حفظ سورة النساء - لحفظ سورة النساء يبنغي الإحاطة بفهم أحكام السورة ومن أبرز الأحكام التي تطرّقت لها هذهِ السورة الجليلة هي الأحكام المُتعلّقة بالمرأة ، فأحكام النساء بكل تفاصيلها من الزواج والطلاق والولادة وكذلك أحكام الميراث ، كُلّها أحكام تناولتها السورة بتنظيمٍ وترتيبٍ وبكل دقّة ، فلو أمعنّا النظر في هذهِ الأحكام وحاولنا فهمها فإنّ الطريق ستكون بعدَ ذلك مُذللةً للحفظ ، وبدون الفهم لهذهِ الأحكام فستكون مهمّة الحفظ صعبةً نوعاً ما.
- التركيز على الربط بين الآيات ، وهذا الربط يسهّل الحفظ َبشكلٍ كبير ، ولا يكون هذا الربط بدون الفهم الصحيح والواضح للسورة.
- معرفة معاني الكلمات والتفسير ، ومعرفة أسباب نزول الآيات ، فهوَ يُعطي تصوّر ووضوح للسورة ويسهّل حفظها.
- التركيز على المتشابه من الآيات ، فعند التمكّن من الآيات المتشابهة يترسّخ الحفظ لأنّ أصعب ما في الحفظ هو المتشابهات.
- رسم خارطة ذهنيّة للسورة بشكل متسلسل ، وترتيب الأحكام داخل نفس السورة على شكل هرمي من القوانين ، فإنّ أسلوب الحفظ المتسلسل وبخارطة ذهنية واضحة سيُسهّل الحفظ بشكلٍ كبير.
- اختيار الأوقات المُناسبة للحفظ ، وخصوصاً وقت الفجر ، حيث يكونُ الذهنُ صافياً ، وكذلك حاول أن تبتعد عن الضوضاء والإزعاج ، حتّى يكون الفهم والحفظ أفضل ما يمكن.