أهميّة الصلاة في المسجد الصلاة هي قُرّة عين الموحّدين المسلّمين لربّهم، فلا توجد لذّة على وجه الأرض تعدل أن يكون بينك وبين ربّك الذي خلقك اتّصال وتواصل في اليوم والليلة، فأنت تضمن دوام الصلة بينك وبين الله ما دُمت على صلاتك مُحافظاً، والصلاة هي رُكن أصيل من أركان الإسلام الخمس، حيث إنّهُ يأتي بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأنَّ مُحمّداً رسول الله، وأيّ شخص أنكر وجوب الصلاة وفرضيّتها فهو كافرٌ بالله وبدين الإسلام، لذا فهيَ عبادة عظيمةٌ جليلة، ينبغي الحفاظ عليها؛ لكي تُحافظ على العلاقة بينك وبين ربّك وحفاظاً على دينك كي لا تشوبه شائبة.
وللمحافظة على الصلاة، وخُصوصاً الصلاة في المساجد للرجال وسائل كثيرةٌ تُعينُ عليه، وسنتطرّق في هذا المقال لكيفيّة المُحافظة على الصلاة في المساجد، ونحنُ نقصد الرجال لأنّ صلاة المرأة في بيتها خيرٌ من صلاتها في المسجد، على خلاف الرّجل الذي لا غنى عن صلاته في المسجد، فقد همَّ عليه الصلاة والسلام ذات يوم أن يُحرق البيوت على رؤوس من تخلّفوا عن صلاة الجماعة من رجال المُسلمين، وفي هذا دليل على عظم أهميّتها.
كيفيّة المحافظة عليها - ينبغي بدايةً أن تختار المسجد الأقرب إلى منزلك فلا تُكلّف نفسك فوق طاقتها بأن تذهب إلى المسجد البعيد عن بيتك طلباً للأجر والثواب، لأنّ الإنسان يُخشى عليه مع مُرور الوقت أن يستصعب الطريق، وطول المسافة ويفتُرَ عن صلاته في المسجد، لأنَّ أحبَّ الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّت، فلا عِبرة في أن تكون شديد التنسّك في بداية الطاعة، ثُمّ تنطفىء همّتك مع الوقت لأنّك حمّلتها فوق طاقتها، ولا يُكلّف الله نفساً إلا وسعها.
- اذهب إلى المسجد بثياب جميلة ولا تنسى الطيب والعُطور، فأنت عندما ترى نفسكَ بقمّة الأناقة بين يدي الله وفي مساجد الله فلا شكَّ أن سعادةً قلبيّة ستغشاك، بينما لو كُنت بثياب قديمة، أو متسّخة فسترى الامتعاض من المصلّين ونفورهم من الصلاة بجانبك، علاوةً على أنَّ ذلك منهيّ عنهُ في بيوت الله.
- إذا كان لديك سيّارة وتستطيع أن تذهب بها إلى الصلاة فافعل، فأنت عندما تبذل الوسائل التي سخّرها الله بين يديك لتجعلها سبيلاً إلى طاعته فلا شكَّ أن ذلكَ عوناً لك على الاستمرار في الطاعة، ويجعلها سهلة عليك.
- عليك بالصُحبة الصالحة من أصدقائك، أو جيرانك الذين يُذكّرونك بالصلاة في المسجد، وخُصوصاً ممّن تراهُم في صلاتك كلّ يوم، فتراهُم يتصلون بك للتبكير بالذهاب إلى الصلاة، أو يوقظونك إلى صلاة الفجر، وهذهِ الصُّحبة الصالحة هيَ خيرُ مُعين على الاستمرار في طاعة الله سُبحانهُ وتعالى.