لا يخل إنسان على وجه الكرة الأرضية منشيء مميز يختص به دوناً عن باقي الناس، و كم هو رائع ذلك القول " كل الأطفال يولدون عباقرة "، و من هنا كان ضرورياً على الإنسان أن يبحث عما يميزه، حتى يستغله خلال حياته و يعمل على تطويره، و يسعد الناس بما اكتشفه خلال حياته و بما يستطيع ان يفعله أو ينجزه بسبب امتلاكه لهذه الهبة الفريدة التي تميزه و تجعله مختلفاً قادراً على أداء الأفضل و الاستمتاع بحياته، و من هنا فإن الموهبة هي من اعظم الهبات التي وهبنا إياها الله تعالى، و التي يجب ان نستغلها أفضل استغلال وأحسنه حتى تزدهر الحياة و تتطور و ينعم الإنسان بالتجديد و الإبداع.
ما الذي يجعل الإنسان مميزاًو لكن الموهبة ليست وحدها ما يجعل الإنسان متميزاً، إذ إن الموهبة يجب أن تصقل، بالتدريب و الخبرات العلمية و العملية، و قبل صقل الموهبة و تزويدها بالخبرات العلمية و التعليمية اللازمة، يتوجب أن تكتشف الموهبة من الأصل، إذا إن معرفة وجود الموهبة و إدراكها هو الأساس، و لاكتشاف الموهبة يجب أن يعرف الإنسان ميوله و رغباته، عن طريق ملاحظته للأمور التي يحب الإنسان ان يقضي وقته في أدائها، فمثلاً من يحبون أن يقضوا أوقاتهم في الرسم فقد يمتلكون موهبة الرسم و التي تتطور بالتدريب على الرسم، و هكذا في باقي الأمور، و اكتشاف الموهبة لا يكون في العمر المتأخر و لكنه يبدأ مع الطفل منذ صغره، فيجب أن يلاحظ الآباء ميول اولادهم و النشاطات التي يحب هؤلاء الأولاد أن يقضوا أوقاتهم فيها، ومن هنا تبدأ عملية الاكتشاف، و بمجرد أن يكتشف الآباء هذا السر الكامن في أبنائهم يتوجب عليهم أن يعملوا على تطوير الأبناء عن طريق إلحاقهم بالمراكز التدريبية المتخصصة، و التي من خلالها سيكتسب الأطفال التعليم المتناسب مع اعمارهم حتى يستطيعوا أن يصقلوا مواهبهم و هواياتهم منذ صغرهم، و من هنا برزت الحاجة الماسة إلى وجود مثل هذه المراكز و التي يجب أن تكون مرعية من قبل جهات معينة في الدولة أو من القاطاع الخاص، كما و يجب الإنفاق عليها نظراً إلى ان تطوير المبدعين وتحسين قدراتهم في مجال إبداعهم هو من أكثر الأشياء التي يمكن ان تعود بالفائدة على الدولة بشكل عام، بسبب ما سيقدمه هؤلاء الأطفال من إثراء للحالة الثقافية والعلمية والرياضية لبلدانهم عندما يكبرون ويتمكنون من قدراتهم ومواهبهم التي يمتلكونها.
المقالات المتعلقة بكيفية اكتشاف المواهب