إن الرجل ومهما كان قوياً وخشناً في تعاملاته وصارماً في تصرفاته؛ إلا أن في داخله يعيش طفلٌ صغير، يحتاج هذا الطفل إلى الرعاية والحب والحنان والإهتمام. نظراً لطبيعة الرجل؛ فإنه عقلاني وبعيدٌ قليلاً عن الأمور العاطِفية التي صوَّرها مجتمعنا على أنها نقطة ضعف على مقياس الرجولة، ولكن الرجل إنسان وله قلب ينبض بالحياة، ويحتاج هذا القلب إلى غذاءٍ عاطفي حتى يُخرِج ما في داخله من طاقة عاطفية جيَّاشة. إن امتلاك قلب الرجل هو حلم كل زوجة في العالم، فهي تعتبر أنها في حربٍ ضروس مع جميع بنات العالم، ومهمتها الأساسية هي الحِفاظ على هذا الرُّجل الذي لا يتسحق الثقة لأنه خائن بطبعه؛ وإبعاد كل من سواها من بنات جنسها عن الظَّفر به.
لا تُحيطي زوجكِ بِسياجٍ من حديد حتى لا ينظر إلى سِواكِ إن كنتِ من المقتنعات بأنه خائن نظراً لطبيعته كَرجُل، بل كوني أنتِ عالَمه حتى لا يُفكِّر في السفرِ إلى عوالم أُخرى. دعيه يستيقظ على ابتسامة مُشِعة من شفتيت مع كلمتين رقيقتين، اجعليه يُحِب أن يفتح عيونه صباحاً متمنياً أن يراكِ، أعِدِّي له مشروبه المُفضَّل صباحاً واحتسيه معه. إن كان الزوج ذو مِزاجٍ عكر في الصباح؛ تجنَّبي أن تُحادثيه في أي أمرٍ حتى يزول عنه هذا المزاج السيء، ابتسمي له وكوني رقيقة معه. لا تُزعجيه بكثرة المُكالمات أثناء عمله، فقد يكون تحت ضغطٍ أو في اجتماعٍ مهم، فيكون هاتفك في تلك اللحظة مُقلِقاً له أو مُحرِجاً. لا تُرغمي زوجك على الرجوع إلى البيت، اجعليه ينتظر الوقت ليمر حتى يصل إلى البيت، إن حُسنَ استقبالك لزوجك بعد عودته من يوم عملٍ طويلٍ ومرهق؛ له من الأثر الكبير في نفس الزوج ما لا يمكن أن تتخيَّليه، فهو سيُقدِّر أنك جاهدتِ وتعبتِ حتى تجعلي البيت بهذه الطريقة من أجله، فالبيت النظيف المُعطَّر يَدُلُّ على نظافة سيدته وحُسن ترتيبها. إن أكثر ما يرغب فيه الزوج بعد عودته من عمله هو لُقمة شهية من يد حبيبته، أعِدي له ما يُحبُّ من الطعام وكما يُحب.
كوني مُستمِعة جيدة، استقبلي كل ما يريد أن يقوله برحابة صدر، دعيه يُخرج مكنونات صدره لكِ، وهذا لا يكون بأن تطلبي منه ذلك، بل عليكِ أن تجعليها عادة عنده، فعندما يرى الرجل مدى اهتمامك بأن تسمعي ما لديه؛ ستجديه يُلبي لكِ هذه الرغبة، فعندما تحرصين على راحته؛ سيحرص هو على إرضائك. كوني ذكية وافهمي زوجك، اعرفي بفراستك نوع مزاجه في كل الأوقات؛ وتعاملي معه على أساس هذا المزاج، فالمزاج أمرٌ لحظي سيزول قريباً، فلا تقفي عنده وتجعلي منه موضوعاً للنقاش. كوني معه لا عليه، خفِّفي عنه وطأة الظروف، فتجنَّبي التصرُّفات التي تكون غير مناسبة في تلك اللحظة، فمثلاً؛ لو كان يمرُّ بضائقة مالية ومنزعجٌ منها؛ فمن غير اللائق أن تطلبي منه أن تشتري فستاناً جديداً، فهذا سيزيد من حدة الأمور وتبدأ المتاعب، حيث سينصرف انتباهه عن ضائقته ويبدأ في الجدال معك وتعكير مزاجكِ أنت.
لا تذهبي إلى فراشك لتنامي وتتركيه، ابقي معه طالما ظلَّ مستيقظاً، لا تكوني له سجَّاناً، كوني ملاكه الحارس. إياكِ والتقليل من احترامه أمام أي مخلوق، سواء من أهلك أو أهله أو المجتمع أو حتى بينك وبينه، فكرامته أغلى عنده منكِ، فلا تدخلي في معركة خاسرة. لا نقول قدِّمي تنازلات، فالتنازل ليس بالأمر الجيِّد ولا المطلوب في العلاقات الزوجية، فلكل منكما مكانه ومكانته، ولا يستطيح أحدكما أن يُعطي الآخر أي شيء منها؛ وبالتالي لا يستطيع أن يتنازل بها. كوني أنتِ، اعرفي مكانكِ فيُعطيكِ هو مكانتك، وأجمل ما قيل في هذا الموضوع؛ كوني له أُنثى يمكن لكِ رجلاً.
المقالات المتعلقة بكيفية اكتساب حب الزوج