رغم أن التوتّر والقلق يصيبان كل إنسان، إلا أنك قد تستغرب إنّ علمت أن التوتّر بمفهومه الحالي لم يكن معروفاً كما هو الآن قبل عام 1950م، ولكن أعراض التوتّر كانت موجودة بالطبع، أما تشخيصه وتسميته فلم تتم حتى ذلك التاريخ، ولأن التوتّر أمر شائع بين كثير من الناس ولأنه من الممكن أن تضع حداً له، فقد جلبنا لك عدة حلول للتخلص من التوتّر والقلق والعيش بسلام داخلي وهدوء، ولكن عليك أن تكون على علم أولاً بما هو التوتّر وما هي مسببات التوتّر.
محتوياتإنّ التوتّر هو استجابة طبيعية من جسمك لبعض الأمور التي تخل من توازنك الطبيعي بطريقة أو بأخرى. فعلى سبيل المثال، عندما يواجه جسمك خطراً سواء كان حقيقاً أم لا فإنّ نظام الدفاع في جسمك يستجيب تلقائياً لهذه التغيرات بالهجوم أو الهرب أو التجمد مكانك، فيفرز جهازك الدفاعي هرمونات التوتّر كالأدرينالين والكورتيزون وتعمل هذه الهرمونات على إعلان حالة الطوارئ في الجسم، فيزيد معدل ضربات قلبك وتتقلص عضلاتك ويزداد ضغط الدم ويتسارع التنفس، وهذه الأعراض تزيد من سرعة ردة فعلك وتزيد من تركيز وتهيؤك للكر أو الفر تبعاً للحالة التي تتعرض لها، فهذه الطريقة هي التي تخول جسمك للدفاع عن نفسه، ولا بأس من الشعور بهذه الاستجابة، فهي ما تجعلك تحافظ على تركيزك وحيويتك أثناء عملك، وفي حالات الخطر، تنقذ هذه الاستجابات حياتك فهي تعطي قوة أكبر للدفاع عن النفس، واستجابة التوتّر هذه هي ما تجعلك تقبل التحديات، وهي ما تجعلك في أعلى حالات التركيز أثناء قيامك بعرض ما، أو ترأس اجتماع في العمل، وهي ما تدفعك للدراسة قبل الامتحانات، ولكن إذا ازداد التوتّر عن حده فإنّه يعطي تأثيراً سلبياً على كل من أدائك ومزاجك وصحتك وعلاقتك وحياتك بشكل عام.
كيف نستجيب للتوتّرمن المهم أن تكون على دراية عندما يخرج التوتّر عن السيطرة ويزداد عن حده الطبيعي، فإحدى أخطر الأمور المتعلقة بالتوتّر هو مدى سرعة تسلله وتمكنه من جسدك، وقد يهمل بعض الأشخاص السيطرة على التوتّر ومعالجته حتى يغدو أمراً طبيعياً ومعتاداً ولا يلاحظون حتى مدى تأثيره السلبي عليهم فقد أصبح جزءاً منهم، ويؤثر التوتّر على العقل والجسم والتصرفات ويختلف التوتّر وحدته والاستجابة له من شخص لآخر، فهو لا يؤدي إلى مشاكل جسدية وعقلية خطيرة فحسب، بل قد يتعدى ذلك ويؤثر سلباً وبصورة واضحة على علاقتك مع الآخرين في المنزل والعمل ومكان الدراسة.
أعراض التوتّر الزائدفيما يلي أهم الأعراض والإشارات التحذيرية الشائعة للتوتّر، فإن كنت تعاني من كثير من هذه الأعراض فأنت على الغالب تعاني من التوتّر الزائد عن الحد
الأعراض الإدراكيةولكن عليك أن تتذكر أن هذه الأعراض يمكن أن تكون نتيجة مشاكل صحية أخرى، إذا اعتقدت أنك تعاني من أعراض التوتّر، عليك مراجعة الطبيب للتأكد من ذلك فالطبيب يمكن أن يحدد إذا ما كانت الأعراض التي تشعر بها مرتبطة بالتوتّر أم لا.
متى يصبح التوتّر زائداً عن الحدلأن التوتّر يمكن أن يسبب أضراراً جسيمة بصحتك الجسدية والنفسية، لذلك فإنه من المهم أن تضع حداً له وأن تتنبه أنك الآن قد تخطيت حدود التوتّر الطبيعية، ولكنه ليس بالأمر السهل تحديد قاعدة عامة للتوتّر الزائد عن الحد فالناس مختلفون ويختلفون في ردود أفعالهم تجاه الصدمات والمواقف التي يتعرضون لها،ولكنك يمكن أن تلقي نظرة على علاقاتك بالآخرين وعلى مظهرك وعلى عواطفك لتعرف إذا ما كان التوتّر قد نال منك أم لا. ومن المهم أن تعرف الأمور التي من شأنها أن تؤثر على الحد من توتّرك:
إنّ الأسباب التي تؤدي إلى التوتّر متنوعة ويختلف تأثيرها من شخص لآخر، قد تكون مثلاً جدولاً مضغوطاً أو علاقة متوتّرة، وبالمثل فإنّ أي عمل يجهدك كثيراً ويتطلب منك تركيزاً كبيراً يمكن اعتباره عملاً موتراً وقد تتضمن هذه الأعمال أموراً إيجابية كتحضيرات الزواج أو شراء منزل أو الحصول على ترقية، وبالطبع فالتوتّر لا يتنج دائماً عن عوامل خارجية بل يمكن أن يكون نابعاً من داخلك كالقلق الدائم حيال شيء قد يحدث أو قد لا يحدث، أو أفكارك السلبية المتعلقة بالحياة. ومن المهم أن تراقب تعاملك مع الأمور المسببة للتوتّر، فالازدحام المروري مثلاً قد يوترك ويجعلك على أعصابك، بينما قد يكون الازدحام أمراً محبباً بالنسبة لآخرين حيث يعطيهم فرصة أكبر للاسترخاء والاستمتاع بالموسيقى مثلاً.
المسببات الخارجية للتوتّرالمقالات المتعلقة بكيفية إزالة التوتر والقلق