في زحمة المسؤوليّات والواجبات الملقاة على كلّ واحدٍ منّا في هذه الحياة، تبرز الحاجة إلى أن ينظّم الإنسان وقته بشكل يستطيع به القيام بتلك الواجبات على أكمل وجه، ويطلق على العمليّة الّتي يتمّ فيها تنظيم الوقت واستغلاله بالشكل الّذي يقلّل من الوقت الضائع ويحقق الأهداف المطلوبة بأقل فترة زمنيّة بعمليّة إدارة الوقت، وما تنظيم الوقت إلّا شكل من أشكال إدارة الوقت الّتي عني علماء الإدارة بدراستها وتسليط الضوء عليها، وحتّى يتمكّن الإنسان من تنظيم وقته يجب عليه أن يتّبع عدّة أمور.
نصائح لتنظيم الوقت - أن يحدّد الإنسان الأهداف والواجبات الّتي يجب عليه أن يؤدّيها، فحين يريد الإنسان مثلا أن يرتّب يومه يجب عليه أن يحدّد طبيعة الأعمال التي يريد تنفيذها في هذا اليوم، وأن يضع جدولا لتلك الأعمال، ومثال على ذلك من يريد أن يقضي وقت عطلته بأداء عدد من الواجبات حتّى يتسنّى له استغلال وقت الفراغ للاستجمام، فينوي مثلا أن يقوم بإصلاح السيارة ثمّ إذا انتهى من تلك المهمّة يقوم بالتوجّه إلى شركة الكهرباء لتسديد ما عليه من فواتير ثمّ يؤدّي عدد آخر من الأعمال غير ذلك وفق جدول مرتّب واضح .
- أن يضع الإنسان فترةً زمنيّةً تقديريةً لكلّ مهمّة ينبغي عليه أن يقوم بها، وبلا شك بأنّ الفترة الزمنيّة التقديريّة قد لا تكفي المهمّة فيطول أداؤها ويستغرق فترة أطول من الفترة المقدّرة، وهذا حقيقة هو استثناء من القاعدة ولا يؤثّر على عمليّة تنظيم المهام، ذلك بأنّك قد تضع في حسبانك أن تؤدّي عدد من المهام في اليوم، ولكن قد لا تستطيع فعلاً إلّا أن تؤدّي نصفها أو ربعها، وهذا يحصل بسبب العوامل المتغيّرة الّتي تحيط بالإنسان مثل الازدحام في الطرقات الّذي يعطّل الإنسان وغير ذلك من الظروف والعوامل .
- أن يضع الإنسان المهام والواجبات بشكل أولويّات، فيقوم بتنفيذ العمل الأهم فالأهم وفق برنامج محدّد.
- على الإنسان الذي يسعى لأن ينظّم وقته عدم إغفال أهميّة كتابة وتدوين المهام والواجبات الّتي يريد عملها ذلك بأنّ ذاكرة الإنسان قد تخونه في بعض الأوقات، فيقوم بتدوين كلّ عمل يريد إنجازه، ثم يحدد الفترة الزمنية التي يتطلّبها العمل بشكل تقديري .
- وأخيراً وكما قيل في الحكمة الشهيرة الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، فعلى الإنسان أن يحسن استغلال وقته بما يعود بالنفع عليه، فعمر الإنسان ووقته أمانة يسأل عنها يوم القيامة فمن شغلها بالحقّ والنافع من الأمور شغلته عن الباطل.