كم يبلغ سمك القشرة الأرضية

تتّخذ الكائنات الحيّة من سطح الأرض وباطنها موطناً للعيش فيه، ويُشار إلى أنّ الكرة الأرضيّة هي الكوكب الثالث في المجموعة الشمسية من حيث البعد، وتعّد الكوكب الأكبر من المجموعة الداخليّة في النظام الشمسيّ. تتألّف الكرة الأرضيّة من غلاف غازيٍّ، وسطح صلب يرتفع في بعض المناطق ليكون الجبال، وينخفض في بعضها الآخر ليكوّن الوديان، وغلافٍ مائيّ.

من الجدير ذكره أنّ السطح الخارجيّ للكرة الأرضيّة يتألّف من عدّة أجزاءٍ، وهي: القشرة الأرضيّة الصلبة، والغلاف الأرضيّ الذي يتخذ الحالة السائلة فيصبح بذلك موصلاً للتيار الكهربائي المتحرّك الذي ينشأ عن حركته المجال المغناطيسي للأرض.

يكتسي الجزء الظاهر من الكرة الأرضية بما يُسمى بالقشرة الأرضيّة، ويحظى هذا الغطاء بأهميّةٍ بالغة لدى علماء الجيولوجيا التي انبثقت عن الرغبة في معرفة مكونات القشرة الأرضيّة تركيبتها، ويشار إلى أنّ علم الجيولوجيا يؤكّد على أنّ القشرة الأرضيّة جزءٌ لا يتجزّأ من الكرة الأرضيّة، كونها غلافاً يحيط بكتلتها الصلبة، وبالإضافة إلى أنّها تمتدّ إلى عدّة أميال تحت سطح الأرض، وترتفع أيضاً إلى عدّة أميال فوق السطح لتشكّل الجبال.

إنّ القشرة الأرضيّة تتألّف من عدّة مكونات متجانسة من الصخور الناريّة، والصخور الرسوبيّة، والمتحوّلة، إثر تعرّض النارية لعدّة عوامل متفاوتة، بالإضافة إلى وجود خليطٍ من المكونات، كالأكاسيد، والكلور، والكبريت، والفلور، وتعتبر المكوّنات السابقة كميات نادرة لا تتجاوز كميتها أكثر من 1%، ويشار إلى أنّ الأكاسيد الداخلة في تركيبة القشرة تتألف من الأكسجين (وتصل نسبته إلى أكثر من 46.4% من كتلة الأرض وتعتبر نسبة عالية التركيز، ويتّخذ الأكسجين في القشرة الأرضيّة شكل الأيونات السالبة) إلى جانب أكاسيد السيليكون، والألمنيوم، والمغنيسيوم، وغيرها.

يبلغ سمك القشرة الأرضيّة المتوسطة ما بين 35-40 كيلومتراً، تحت اليابسة، أمّا أقصى سُمك للقشرة الأرضية فيتجاوز 70 كيلومتراً في المناطق الكائنة أسفل القمم الجبليّة كما هو الحال في جبال الهملايا، والأنديز وغيرها، أما سُمك القشرة الأرضية المتوسطة أسفل المناطق المائية فتصل إلى ما نسبته 0% كيلومتراً،، بينما ترتفع نسبة السُمك إلى 5 كيلومترات كأقصى نسبة للقشرة الأرضيّة، في حين أن القشرة المحيطية تُغطّي الطبقة الخارجية للماء وتصل إلى عمق 4 كيلومترات.

يَعمد علم جيولوجيا الأرض إلى تقسيم السطح الخارجيّ للقشرة الأرضية وِفقاً لعمقها؛ حيث يصل عُمق القشرة الأرضية الصلبة إلى عمق خمسين كيلومتراً تقريباً، أمّا فيما يتعلّق بالغلاف الأرضيّ فيصل سمكه إلى أكثر من أربعة آلاف كيلومترٍ.