هي مريمُ بنت عمران، وأمّ نبي الله عيسى -عليه السلام-، ولدت يتيمةً وربّتها أمها "حنة" وكفلها أحدُ أعيان قومِها زكريا، وهبتها أمها عند ولادتها لخدمة البيت المقدّس، فنشأت زاهدة عابدة، تقضي وقتها بالعبادة والدعاء، وكان كفيلها زكريّا يأتي لزيارتها وإحضار الطعام لها، إلا أنّه كان يجدُ لديها كلّ ما تشتهيه من طعام وشراب، وعندما يسألها عن مصدر هذا الطعام والشراب، كانت تجيبُ بأنه من عند الله، اصطفاها الله دون نساءِ الأرض جميعاً، ووهبَ لها ابناً من دون أن يمسسْها بشر، حيث أرسل لها ملاكاً بهيئةِ بشر ليبلّغها بالمهمة العظيمة التي ستقوم بها، وبكلمة من الله، نفخ من روحه في رحم مريم بنت عمران فحملت بالنبيّ عيسى.
سمّيت بمريم العذراء كشهادةٍ لها بعفّتها وطهارتها، وقد أكرمها الله بأن أنزل سورة "مريم" وسورة "آل عمران" في قرآنه الكريم، وهي شخصيّة لها قدسيتها عند المسلمين والمسيحيّين.
مدة حمل مريم -عليها السلام-اختلف جمهور العلماء بالمدة الزمنيّة التي قضتها السيدة مريم العذراء -عليها السلام- بحمْل نبيّ الله عيسى -عليه السلام-، فانقسمت آراؤهم إلى ثلاثِ وجهات نظر مختلفة، يدعم أصحاب كلّ وجهة نظر فكرتهم باجتهادهم الشخصيّ، وتتلخّص هذه الوجهات بالتالي:
المقالات المتعلقة بكم مدة حمل مريم عليها السلام