زهرة الربيع المسائيّة يتمّ استخراج زَّيت زهرة الربيع المسائيّة من بذور النبات الذي يحمل نفس الاسم ألا وهو نبات زهرة الربيع Evening Primrose plant، ولأنَّ زهور هذه النبتة تتخذ اللّون الأصفر فقد أُطلق عليها اسم قطرة الشمس Sundrop، وكذلك كأس الشمس Suncup، وهي أيضاً تحمل اسم نبتة الحُمَّى Fever Plant، ولأنَّ زهور هذه النبتة تتفتح في فترة المساء وتُغلق في الصباح فقد سمّيت بالمسائيّة، ويتمّ استخدام مُختلف أجزاء هذه النبتة من جذورها، وأوراقها، وبذورها، وزهورها، وثمارها لأغراضٍ طِبِّيَّة وعلاجية، حيثُ إنَّها تُعتبر من أحد أهمّ الاكتشافات لما لها من فوائد كبيرة وهامَّة للإنسان في مُختلف المجالات، ولذلك فهي مازالت مَحَطّ أنظار للباحثين والعلماء.
فوائد زيت زهرة الربيع المسائيّة من المُرَكَّبات والموادّ الهامَّة التي يحتويها زَّيت زهرة الربيع المسائية مُرَكَّب الفنيل ألنين phenylalanine، وتكمن أهَمّيّة هذا المُرَكَّب في كونه يُساعد في علاج الصُّدَاع المُزمن ويُخفّف من تأثيره، ويحتوي زَّيت زهرة الربيع المسائية على مادة من الأحماض الدُّهنيّة fatty acids تُعرف باسم غاما ليبولينك أسد gamma-linoleic acid أو GLA، ولهذه المادّة الفضل في مُعظم الخصائص العلاجيّة لهذا الزيت إضافة إلى مجموعة أخرى من الموادّ والمُرَكَّبات، ويمكن أن نلخّص فوائد هذا الزيت بما يلي:
- يُخفف من حِدَّة أعراض الدَّورة الشهريّة وما قبلها، وأعراض سن اليأس، ودَّاء بطانة الرحم المُهاجرة، وكذلك دَّاء التكيُّس الليفيّ في الصَّدر: يُساعد GLA على التخفيف من المغص المُصاحب لدَّورة الشهريّة menstruation والحيض عن طريق تدخله في إنتاج المادة المُسبِّبة للألم خلال هذه الفترة، وهو يُساعد على التقليل من تَضَخُّم وتورُّم الصَّدر والألم الناتج عن ذلك خلال فترة ما قبل الحيض، وكذلك هيجان القولون، ويقلّل من اشتهاء السيدات للطعام الذي يحتوي على الكربوهيدرات، ولقد وجد أنَّ من يعانين من أعراض الحيض وما قبلها يحملن مُعدَّلات قليلة من هذا الحمض ولذلك فإنَّهُ من المُفيد تناول حبوب زيت زهرة الربيع المسائيّة لتخفيف من هذه الأعراض، أمّا في حالات تكيُّس الصَّدر الليفيّ fibrocystic breast فإنَّ الأحماض الدُّهنيّة الأساسيّة تعمل على التقليل من التورُّم الناتج عن هذه الحالة، كما تُحفِّز هذه الأحماض على امتصاص اليود iodine، حيثُ وجد أن كمّيّة هذا المعدن كانت قليلة لدى السيدات اللاتي يعانين من هذه الحالة، في حالة دَّاء بطانة الرحم المُهاجرة endometriosis فقد وجد أنَّ هذا الزَّيت يُساعد في السيطرة على هذا المرض، وهو مُفيد في حالات انقطاع الطمث أو سنّ اليأس menopause، فهو يُقلّل من الهبات الساخنة hot flushes، ويُحسّن المزاج ويُعزّز الثقة بالنفس.
- يُخفف من آلام المفاصل وتورُّمها في حالات التهاب المفاصل الروماتزيمي rheumatoid arthritis: وجد في دراسة استمرت لستة شهور على مجموعة من الأشخاص، أنَّ أعراض الروماتزيم قد قلَّت لدى الأشخاص الذين يتناولون الحبوب التي تحتوي على زَّيت زهرة الربيع المسائية مُقارنة بالأشخاص الذين لم يتناولوها.
- يعمل على الوقاية من تلف الأعصاب الناتج عن مرض السُكَّريّ: أشارت الأبحاث أنَّ GLA يمنع التلف الناتج للأعصاب neuropathy كنتيجة لمرض السُكَّري، وحتّى يُمكنه في بعض الأحيان علاج هذا التلف وعكسه اعتماداً على الحالة، ففي دراسة أجريت على مدى سنة كاملة وجد أنَّ الأعراض المُصاحبة لتلف الأعصاب لدى مرضى السُكَّري غير المُتقدِّم، كالتنميل، والوخز، وفُقدان الإحساس، قد قلت بنسبة جيّدة لمن تناولوا الحبوب المحتوية على هذا الزَّيت مُقارنة بأولئك ممن لم يتناولوا هذه الحبوب.
- يُقلّل من أعراض أكزيما الجلد: من الأسباب العُضويّة لحدوث الأكزيما eczema في بعض الحالات هو عدم قُدرة الجسم على تحويل الدُّهون من الطعام إلى الحمض الدُّهنيّ GLA، ولذلك فإنَّ تناول هذه الحبوب يُخفف من أعراض الأكزيما كالحكَّة وتقشّير الجلد وغيرها.
- يُساعد على علاج حَبّ الشباب واحمرار البشرة الناتج عنه: يُعاني الأشخاص المُصابون بحَبّ الشباب من زيادة افراز المواد الدُّهنيّة sebum من البشرة، وبالتالي فإنَّ زَّيت زهرة الربيع المسائية يعمل على تخفيف هذه المواد الدُّهنيّة فتصبح أقلّ كثافة مما يُقلّل بدوره من انسداد المسامات pores وظهور البثور والحبوب، كما أنَّهُ يُخفف من احمرار الجلد rosacea عن طريق التقليل من حِدَّة الالتهاب inflammation، والتحكُّم بقدرة الخلايا على استخدام المُغذِّيات، وعن طريق إنتاج البروستاجلاندينز prostaglandins التي تتحكّم في انقباض الأوعية الدَّمويّة.
- يُحارب الأضرار الناتجة عن مرض التصلّب اللويحيّ المُتعدِّد multiple sclerosis: تُقلّل الأحماض الدُّهنيّة الأساسيّة essential fatty acids من الالتهاب inflammation الذي يحصل للأعصاب كنتيجة لهذا المرض، والذي يتسبب بتلف تدريجيّ للأعصاب.
- يُساعد في التخفيف من ضُعف الذَّاكرة المُصاحب لمرض الزهايمر Alzheimer's: من خلال تأثير هذا الزَّيت وما يحتويه من موادّ على الأعصاب وتقويته لها وتنشيطه،وبالتالي فهو يعمل على تنشيط الذَّاكرة والمحافظة عليها.
- مُفيد في حالات الضُعف الجنسيّ impotence عند الرجال، والعُقم لدى السيدات: يُعتبر ضُعف تدفق الدَّورة الدَّمويّة لدى الرجال من أحد الأسباب الأساسيّة لحدوث الضُعف الجنسيّ وضُعف الإنتصاب، وبالتالي فإنَّ GLA الموجود في زهرة الربيع المسائيّة يُساعد على زيادة قوة الدَّورة الدَّمويّة، وبالتالي فإنَّهُ يُساعد في حلّ هذه المشكلة، وخاصةً إذا ما تَمّ أخذه مع مادة الجنكو بيلوبا ginkgo biloba وفيتامين C. أما في حالات العُقم لدى السيّدات فإنَّ GLA يُحسّن من عمل الرحم وبالتالي قد يُساعد من يعانين من هذه المشكلة.
- يعمل على تَّغذية الأظافر وفروة الرأس والشعر: بسبب ما يحتويه هذا الزَّيت من الأحماض الدُّهنيّة الأساسيّة فإنَّهُ يمنع تشقق الأظافر وتكسّرها، وكما يعمل على تَّغذية فروة الرأس وبالتالي يعمل على تَّغذية الشعر وإضفاء المظهر الصِحّيّ عليه.
- يُخفف من الأعراض المُصاحبة لترك الكحول والإقلاع عنها: يعمل GLA على منع حدوث بعض الأعراض المُصاحبة لانسحاب الكحول وتأثيرها من الجسم، ومنها أنَّهُ يخفف من حِدَّة النوبات والإختلاجات والإكتئاب، ويعمل كذلك على حماية الكبد والجهاز العصبي في الجسم، وسبب ذلك أنَّ GLA يُحفّز الدماغ على إنتاج نوع من البروستاجلاندينز يُعرف باسم prostaglandin E وهذا هو المسؤول عن التحكّم بهذه الأعراض.
- يُخفف من حِدَّة السُعال الديكي Whooping Cough، والربو Asthma: في هذا المجال يُنصح بتناول منقوع أوراق نبتة زهرة الربيع المسائيّة.
- يُخفف من أثر الرضّات والحروق: وذلك بسبب خواصّه المُضادّة للبكتيريا anti-bacterial والمُضادّة للالتهاب anti-inflammatory، ويكون ذلك عن طريق استخدامه كمرهم للجلد.
- تشتمل فوائد زَّيت زهرة الربيع المسائية أيضاً على، تهدئة الأطفال كثيري الحركة، التقليل من الوزن الزائد عن طريق تحفيز عمليّات الأيض، وحماية القلب من الأمراض المُختلفة كارتفاع ضغط الدَّم وغيرها.
تُعتبر هذه النبتة كنز من كنوز الطبيعة لذلك من المُفيد تناولها للحصول على هذا الكم من الفوائد، وللحفاظ على صِحّّة الجسم، وخاصة وأنَّها لا تتسبب بأضرار جانبيّة للإنسان بشكلٍ عام. ولكن وبغض النظر عن الفوائد والمُميزات لا بُدَّ من عدم الإسراف في تناولها والللتزام بالجرعات المُحدَّدة منها، وهذه الجرعات تتراواح ما بين الألف ملليغرام إلى الألف وخمسمئة ملليغرام يوميّاً للبالغين، وذلك حتى لا تتسبّب في الأذى للإنسان، فتنقلب فوائدها إلى مضارّ، ومن أعراض فرط الجرعة: الشعور بالغثيان، واضطرابات في المعدة، والصُّدَاع الشديد، ولا بُدَّ من التنويه إلى أنَّهُ من الضروري جدّاً استشارة الطبيب والصيدليّ قبل استخدامها، وخاصّة وإن كنت ممن يعانون من الأمراض المُزمنة، فهذه النبتة لا تُغنيك عن استخدام دوائك.