التفكر عبادةٌ عظيمةٌ، وهي عبادة الأنبياء، ودرب الأتقياء، نورٌ لمن تفكّر، وطريقٌ موصلةٌ للخالق تبارك وتعالى، من تبحّر فيها وجد الآيات الباهرات، وجميل المعجزات، وقدرة الله تعالى والدقة المتناهية، ويعجز العقل عندها ويستسلم لمولاه وينصاع، ويؤمن بتفرّده بالألوهية والربوبية.
عبادة التفكرالكون وما ذرأ الله تعالى فيه من مخلوقاتٍ مصدرٌ من مصادر العلم والمعرفة، ينهل منه العبد فينتفع بما عرفه، سواءً في الجانب العلمي أو الجانب الإيماني، فهناك صلةٌ وثيقةٌ تربط الإنسان بالكون، وتجعله ينسجم معه، فالكون كتابٌ مفتوحٌ بين يديه يقرأ من خلاله، بل ويشاهد الإبداع الرباني وإتقانه، وكانت عبادة التفكر دأب النبي صلى الله عليه وسلم حتى قبل بعثته ونبوته، حيث كان يخلو بنفسه في غار حراء بعيداً عن الضوضاء ليتفكر في هذا الكون العظيم، ومن استشعر عظمة هذه العبادة وعلِم أسرارها تفكر في كل صغيرة وكبيرة يبصرها، ورأى فيها العبر ونِعَم الله سبحانه وتعالى، فلا شيء خُلِق في هذا الكون عبثاً.
أسباب معينة على التفكرتقاعس الكثيرون عن هذه العبادة وأهملوها، وحُرِم الكثيرون منها لقسوة قلوبهم، وبعدهم عن خالقهم، وارتكابهم المعاصي والآثام، فلا بد من الاستدراك وإصلاح الخلل للفوز بهذه العبادة، وذلك باتباع ما يأتي:
هذه المجالات لا حصر لها، فمن طرق هذا الباب رأى في كل شيء آية، فالإنسان بحد ذاته بحرٌ لا ينفد لمن تفكر فيه وبتفاصيله، فالنفس البشرية أهم مواضع التفكر، وهذا العقل الصغير الذي لا تبصره العيون، وكذا الحيوان، والنبات، والجبل، والبحر، والحجر، وسائر المخلوقات.
فوائد التفكر في خلق اللهالمقالات المتعلقة بفوائد التفكر في خلق الله