مواسم الطاعات أمرنا الله سبحانه وتعالى بطاعته وعبادته، وجعل لنا مواسم تتميّز فيها الطاعات عن غيرها، وهي نفحات عظيمة، وفرص قويَّة للمسلم، يزداد من خلالها قرباً من الله سبحانه، فهناك العشر الأواخر من شهر رمضان، وصوم يوم عرفة لغير الحاج، والوقوف بعرفة بالنسبة للحاج، وهناك صيام الأيام البيض، وكذلك صيام ستة أيام من شوال، ومن هذه المواسم أيضاً العشر الأوائل من ذي الحجة، وهذه الأيام العشرة لها فضائل عظيمة تحدثت عنها آيات من القرآن الكريم وأحاديث للرسول صلى الله عليه وسلّم، كما وهناك سبل للمسلم لأشكال القربات التي يمكن أن يؤديها فيها.
فضل العشر من ذي الحجة - أقسم الله سبحانه وتعالى بها عندما قال: (وَالْفَجْرِ*وَلَيَالٍ عَشْرٍ) [الفجر:1ـ2]، وذكر العديد من المفسرين بأنَّ المقصود بالليالي العشر هو العشر الأوائل من ذي الحجة.
- وصفها سبحانه بالليالي المعلومات؛ لعظم فضلها، ومنزلتها، وذلك في قوله تعالى: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ* لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ) [الحج: 27 -28]
- اعتبرها النبي صلى الله عليه وسلّم من خير الأيام على الإطلاق في عمل الصالحات، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلّم: (ما مِن أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيها أحبُّ إلى اللَّهِ من هذِهِ الأيَّام يعني أيَّامَ العشرِ، قالوا: يا رسولَ اللَّهِ ، ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ؟ قالَ: ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ، إلَّا رَجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ، فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ) [صحيح أبي داود]
- فيها يوم عرفة، وهو من أكثر الأيام التي يباهي بها الله الملائكة بعباده، ويكثر فيها مغفرة الذنوب، والعتق من النار.
- فيها يوم النحر الذي يُعَدُّ من خير أيام الدنيا.
- تجتمع فيها أمهات العبادات، وهي الصلاة، والصيام، والصدقة، والحج.
أشكال وصور القربات المشروعة - مطلق الذكر لله سبحانه وتعالى، والمقرون بالتسبيح والاستغفار.
- تلاوة القرآن الكريم.
- الصوم.
- الإكثار من صلاة النوافل؛ كصلاة الضحى، وقيام الليل.
- الإكثار من الصدقات.
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- صلة الأرحام، وزيارة المسلمين لبعضهم البعض.
- الإصلاح بين المتخاصمين,
- تفقد أحوال اليتامى والمساكين.
- نصرة المستضعفين.
- الدعاء والتذلل لله سبحانه.
- ذبح الأضاحي.
كل عمل مشروع سينال المسلم به الأجر بإذن الله سبحانه وتعالى ما دام هذا العمل صالحاً، ومصنفاً ضمن الأعمال الصالحة، وفي هذا رحمة وفضل من الله علينا؛ إذ يمكن لأي مسلم القيام ببعض الأعمال الصالحة، ولا كلفة أو مشقة في ذلك، وإنّما يكفي في ذلك إخلاص النيَّة لله سبحانه.