عوامل الفقر

الفقر من المشاكل الاجتماعية الخطيرة التي يمكن أن تؤدّي إلى الكثير من الفساد في المجتمعات ما إنْ انتشر فيها وتغلغل بين لبِناتِها، فالفقر بالنسبة للأفراد هو عدم توفّر السيولة المالية التي هي مقياس الثروة وعدم قدرة الشخص على تلبية الحدّ الأدنى من حاجاته الأساسية من غذاءٍ ومسكنٍ وملبسٍ ووسائل تعليمٍ ورعاية صحية.

بينما الفقر بالنسبة للمجتمعات أو الدول هو عدم امتلاك الدولة للحد الأدنى من التعليم والرعاية الصحية، وعدم توافر المياه النقية الصالحة للاستهلاك البشري، وافتقارها للصرف الصحي وعدم توافر مستوى غذائيّ صحي كماً أو نوعاً لجميع أفراد المجتمع، كما أنها تعاني أيضاً من تدهور واستنزاف مستمر لمواردها الطبيعية.

تختلف العوامل عن أسباب الفقر؛ وذلك لأنّ الأسباب هي التي أدت إلى حدوث الفقر، بينما العوامل هي التي حافظت على استمرار وجوده، ومن هذه العوامل:

• الجهل: الجهل هو نقص في المعلومات التي يمتلكها أفراد المجتمع وليس شخصاً بحدّ ذاته، فهذا الجهل أدّى إلى عدم معرفتهم بكيفية إدارة الموارد الموجودة لديهم واستغلالها واستخدام الطرق المناسبة لكسب المال ممّا جعلهم يستمرون بمشكلة الفقر، ومن المهم تعليم هؤلاء الأفراد ما يهمّهم لحل مشكلة الفقر والتركيز عليها وعدم اعتبار التعليم بشكلٍ عامٍ هو الحل.
• المرض: المرض من العوامل الأساسية التي تجعل مشكلة الفقر مستمرة، فعندما يكون أغلب سكان المجتمع أو الدولة يعانون من الأمراض فذلك يعني زيادة الساعات التي سيتغيّبون عن العمل فيها، كما أنّ إنتاجيتهم ستكون منخفضةً أثناء قيامهم بعملهم مما سيقلّل الناتج الاقتصادي العام وهو ما يُسبّب استمرارية مشكلة الفقر، وكلما كان أفراد المجتمع يتمتعون بالصحة كانت قدرتهم على الإنتاجية أفضل.
• اللامبالاة: اللامبالاة هي عدم اكتراث أفراد المجتمع بظاهرةٍ ما مثل الفقر وعدم إعارتها أي اهتمامٍ، فلا يحاولون تغيير الأمور واتباع الطرق الصحيحة لتصحيح ما يقع من أخطاء، فعندما يعجز البعض عن القيام بالتغييرات يستسلمون ويأخذون القضاء والقدر كذريعةٍ بأن الله تعالى هو من يقرر المصير، ولكن الأخذ بالأسباب لا يتعارض مع الإيمان بالله تعالى والتوكل عليه.
• التضليل: يقصد بالتضليل قيام أصحاب السلطات باستغلال مناصبهم لمصالحهم الشخصية واختلاس الأموال من الثروة الاقتصادية للمجتمع، وهنا يتم تضليل الفرد عن ثروات البلاد الحقيقية وكلّما استمر هذا المسؤول بالاختلاس من دون محاسبةٍ فإنّ مشكلة الفقر ستبقى موجودةً.
• الاعتماد: والمقصود بعامل الاعتماد هو اعتماد الأفراد على تلقّي المعونة والمساعدة من الجهات الأخرى وعدم محاولة العمل لحلّ مشكلة الفقر، وهذه الجهات التي تقدِّم المساعدات تُخفّف أعراض الفقر ولا تحلّ المشكلة نفسها.