قاد الهاشميون حركة النهضة العربية في العصر الحديث بقيادة شريف مكة وأميرها الحسين بن علي، الذي كان له مكانة مرموقة ومقاماً رفيعاً في نفوس العرب والمسلمين وذلك بسبب لمركزه الديني والسياسيّ، ولقد حمل أنجاله وأحفاده من بعده لواء النهضة العربية إلى الآن، فبعد أن تعرّضت البلاد العربية للظلم والاضطهاد على يد أعضاء جمعية الاتحاد والترقّي التي تولت الحكم في الدولة العثمانية عام ألف وتسعمئة وثمانية، حيث قام خمسة وثلاثون نائباً من الأعضاء العرب في مجلس المبعوثان العثماني إلى توجيه نداء إلى الشريف الحسين بن علي حيث فوّضوا إليه عام ألف وتسعمئة وثلاثة عشر التحدّث باسم العرب، واستجابة لنداء الأمّة أعلن الشريف الحسين بن علي ثورته في التاسع من شعبان عام ألف وثلاثمئة وأربعة وثلاثين هجرية الموافق للعاشر من حزيران عام ألف وتسعمئة وستة عشر ميلادية، من أجل تحرير الأراضي العربيّة من سيطرة الاتّحاديين، وقد استطاعت الثورة العربية بقيادة الأمراء علي، فيصل، عبدالله، زيد أبناء الشريف الحسين بن علي تحرير الحجاز، وشرقي الأردن، وفلسطين، وسوريا، والعراق، خلال فترة مابين عام ألف وتسعمئة وستة عشر إلى عام ألف وتسعمئة وعشرون.
أسباب قيام الثورة العربية الكبرىصدرت الإرادة الملكية السنية بأن تكون راية الدولة الهاشمية وعلم الثورة العربية مكوّن من الألوان الثلاثة المتوازية: الأسود، والأخضر، والأبيض، وأن يشتمل العلم أيضاً على مثلث ذو لون أحمر عنابي، ولكل لون دلالة فاللون الأسود فهو رمز راية العقاب وهي راية النبي علية الصلاة والسلام، ولقد اتّخذت دولة بني العباس أيضاً راية السواد شعاراً لها وعرفت به حتى هذه الأيام، أمّا اللون الأخضر الذي بين السواد والبياض وهو الشعار الذي أشتهر به آل البيت عليهم السلام منذ أحقاب طويلة، أمّا اللون الأبيض فقد كان شعاراً للعرب منذ القدم، وأمّا اللون الأحمر العنابي الذي شمل هذه الرموز التاريخيّة الثلاثة بشكل مثلث فهو لون راية الأسرة المالكة من عهد الشريف أبو نمي إلى عهدنا هذا.
المقالات المتعلقة بعلم الثورة العربية الكبرى