صلاة التراويح هي إحدى الصلوات العظيمة في الدين الإسلاميّ، وتؤدّى في شهر رمضان المبارك فقط، وهي من أجزاء صلاة القيام التي تؤدّى بعد صلاة العشاء، ولكن تمّ تميّزها في شهر رمضان المبارك باسم صلاةِ التراويحِ، ويعودُ سببُ تسميتها بهذا الاسم لأنّ المصلّي يمكنه الاستراحة أثناء أدائها بعد كلّ ركعتين تامّتين، حيث إنّها تؤدّى مثنى مثنى كغيرها من ركعات السنن الأخرى، ويهتمّ المسلمون بأداء صلاة التراويح بشكل كبير؛ لما لها من أجر وثواب عظيم عند الله عزّ وجلّ.
مشروعيّة صلاة التراويحإنّ صلاة التراويح من الصلواتِ الواقعة في منزلة الرتائب؛ وهي الصلوات التي تلي صلواتِ الفرائض المنزلة، وبالتالي فهي سنّة مؤكّدة تعود على صاحبها بالأجر والثواب، ولكن لا يعاقب تاركها، وقد أدّاها النبي محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- وحثّ المسلمين على تأديتها، وقد روي عنه أنّه كان إذا أتى شهر رمضان خرج إلى النّاس، وأمّ بهم في صلاة القيام في كلّ ليلة، وإذا ما أتت الليلة الرابعة لم يأمَّ بهم وصلّى في بيته، فتعجّب الناس وتساءلوا عن سبب ذلك الفعل، فخرج إلى النّاس وخطب بهم: ((أمّا بعد، فإنّه لم يخف عليِّ مكانكم، ولكني خشيتُ أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها)).
عدد ركعات التراويحلم يثبت عدد ركعات صلاة التراويح بدليلٍ ونصّ قطعي وصريح، ولذلك نعود بما ورد عن الرسول محمّد -عليه الصلاة والسلام- في معرفة عدد ركعاتها، وإلى صحابة النبيّ -رضي الله عنهم- جميعاً، وقد ظهرَ ذلك جليّاً في حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن في أنَّهُ سألَ عائشةَ -رضيَ اللهُ عنها-: كيف كانت صلاةُ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- في رمضانَ؟ فقالت: ((ما كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- يَزيدُ في رمضانَ ولا في غيرِهِ على إحدى عشرةَ ركعةً، يُصلِّي أربعًا، فلا تَسَلْ عن حُسنهِنَّ وطُولهِنَّ، ثم يُصلِّي أربعًا، فلا تَسَلْ عن حُسنهِنَّ وطُولهِنَّ، ثم يُصلِّي ثلاثًا. قالت عائشةُ: فقلتُ : يا رسولَ اللهِ، أتنامُ قبلَ أن تُوتِرَ؟ فقال: يا عائشةُ، إنَّ عيني تنامانِ ولا ينامُ قلبي)).
حيث إن الصلاة في أصلها خشوع متى فقدت الصلاة الغاية التي شرعت لأجلِها وهي غاية الذل والخشوع والانكسار بين يدي الله، وبذلك كلّه يتبين لنا بأن الفائدة ليست في عدد الركعات التي تؤدّى، بل بقدر إتقانها وأدائها على أكمل وجه، وبما يحبّ الله -عزّ وجل- ويرضاه.
عدد ركعات صلاة القياملقد وردنا عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- وبنقلٍ عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّ النبي لم يزْد في عدد ركعات صلاة القيام عن إحدى عشرة ركعة، وبعد إتمامها يتبعها بركعتيْ وتر، وبذلك تصبح ثلاث عشرة ركعة، ولكن يمكن الزيادة عليها، كما يمكن صلاة عدد ركعات أقلّ، ولكن يجب على المسلم أدائها بإتقان وعلى أكمل وجه ليحصل على الأجر والثواب العظيم من الله -عزّ وجل-.
المقالات المتعلقة بعدد صلوات التراويح