يعد القلب العضو الأهم والأكثر حيويةً في جسم الإنسان، جنباً إلى جنب مع الدماغ، فالقلب ينبض ولا يتوقف إلّا بالموت، وهو االمسؤول عن نقل الدم المحمل بالأكسجين والغذاء اللازم والضروري إلى جميع أعضاء الجسم، من أجل القيام بوظائفها، ويستمر القلب بالنمو مع الإنسان حتّى سنّ البلوغ، حيث يثبت حجمه ويبقى هكذا حتّى وفاته، ولا يستطيع الإنسان أو الكائنات الحية الأخرى من العيش دون قلب، فهناك بعض المخلوقات التي تملك أكثر من قلب.
دقات القلبدقات القلب أو ما يعرف بالنبض هي الحركة التي تتولد نتيجة انقباض عضلة القلب، وتتباين عدد نبضات القلب الطبيعيّة من إنسانٍ لأخر، للعديد من الأسباب، مثل: الحالة الصحيّة للجسم، والوضع النفسي خلال وقت قياس النبض، ويقاس النبض من خلال عدد نبضات القلب أثناء الدقيقة الواحدة، حيث يتمّ الاعتماد في القياس على عدد مرات انقباض البطينين.
عدد دقات القلب الطبيعيةيختلف عدد دقات القلب وفقاً لعمر الشخص، فدقات قلب الطفل تختلف عن الشاب البالغ، وتختلف أيضاً لدى كبار السن، كما يختلف العدد لدى الرياضيين، إلّا أنّ متوسط عدد دقات قلب الإنسان البالغ خلال الوضع الطبيعي تصل إلى 80 أو 90 نبضةً في الدقيقة الواحدة، وأحياناً قد تصل إلى 100 نبضةٍ في الدقيقة الواحدة، حيث يعتمد عدد دقات القلب على المجهود البدني الذي يبذله الفرد، أو نتيجة التعرض لبعض المواقف التي تولد الشعور بالصدمة، أو الخوف، أو الفرحة، والتي تؤدي إلى زيادة تدفق الأدرينالين، فتزيد نبضات القلب تلقائياً، إلّا أنّ هذه الزيادة تعتبر طبيعية جداً، طالما بقيت مؤقتةً ولا تعود لأسباب مرضية، وتعود إلى معدلها الطبيعي بعد زوال المسبب بالارتفاع، وعند تعدي ضربات القلب المئة ضربة في الدقيقة الواحدة في الوضع الطبيعي من دون وجود مؤثراتٍ تحفز زيادة عدد الضربات، فهذا يعني إصابة الفرد بمرض تسارع دقات القلب ، وهذا مؤشرٌ لمشاكل صحيّة يجب متابعتها.
الغدة الدرقية وعدد دقات القلبتلعب الغدّة الدرقيّة وجاراتها دورا كبيراً ومؤثراً جداً في وظيفة عضلة القلب، حيث يُسميها الأطبّاء ببطاريّة الجسم؛ لدورها الأساسي في دقات القلب، حيث تُفرز الغُدّة الدرقيّة هرمون الثايروكسين، الذي يتحكم في عمل عضلة القلب، حيث يؤدي نقص إفراز هذا الهرمون إلى حدوث خمولٍ عام في جميع أعضاء الجسم، والإحساس بالكسل، والشعور بأوجاعٍ في مِنطقة الصّدر، وضعفٍ بعضلة القلب ممّا يؤدي إلى تباطؤ ضرباته، وفي هذه الحالة ينصح الأطباء المريض بتناول حبوب هرمون الثايروكسين، بنسبٍ مختلفة من أجل تنظيم وظيفة الغدة الدرقية، أما عند زيادة إفراز الثايروكسين، فإنّ عدد دقات القلب سيزيد بشكلٍ غير طبيعي وبطريقةٍ ملاحظة جداً، ممّا يؤدّي إلى إجهاد الجسم بشكلٍ عام، وتصبح هناك ضرورة لتناول علاجٍ مُركّب من أجل تنظيم إفرازات الغدّة، و تثبيط زيادة الإفراز لتصبح ضمن المُعدّلات الطبيعيّة، بالإضافة إلى جارات الغدّة الدرقيّة التي نفرز الهرمونات التي تساعد القلب على أداء وظيفته، إلّا أنّه يجب التأكد من ثبات نسبة هذه الإفرازات ضمن المعدل الطبيعي، وعدم زيادتها أو نقصانها لأنّها ستؤدي إلى حدوث مشاكل صحيّة ستُؤثّر بشكلٍ مباشر على عضلة القلب.
العوامل التي تؤثر على عدد دقات القلبهناك عوامل رئيسيّة تؤثر في عدد دقات القلب في الدقيقة، وانتظام الدقات، وقوّة ضخّ الدم، فعند حدوث مشاكل في عدد الدقات فإن ذلك يرجع إلى الأسباب التي تؤثر على عدد دقات قلب الإنسان فتزيد عددها أو تقللها، منها:
يتمّ قياس عدد ضربات القلب في الحالة الطبيعيّة، أثناء جلوس الشخص على كرسيّ، بوضعية الجلوس الساكن من دون التمدد، أو أداء أيّ نشاط عضليّ أو بدنيّ، ويتمّ القياس على أكثر من مرة، خلال فتراتٍ زمنية مُتباعدة نوعاً ما، ومن الممكن قياس النّبض يدويّاً من خلال الرّسغ، أو الرّقبة، أو ظاهر القدم، كما يمكن قياسه إلكترونياً من خلال جهازٍ يوضع على الإصبع أو الكوع، وفي حال أشارت عملية القياس إلى وجود ارتفاع أو انخفاض في عدد دقات القلب، يجب عندها مُراجعة الطبيب.
المقالات المتعلقة بعدد دقات قلب الإنسان