من رحمةِ الله سبحانه وتعالى بالبشر أنْ جعل الاختلاف والتنوّع بينهم، فالاختلاف والتنوّعُ يثري الحياة الإنسانيّة، ويوسع مدارك الناس وييسر عليهم حياتهم، فلو تخيّلنا رأياً واحداً في كافّة مسائل الحياة لوقعت المشقّة على الناس، ذلك أنّه ما يناسب مجتمعاً قد لا يناسب مجتمعاً آخر، وما يصلح لزمان قد لا يصلحُ لزمان آخر، وانطلاقاً من فكرة التنوّع والاختلاف فقد نشأت المذاهب الفقهية والعقديّة في الإسلام. سنتحدّثُ في هذا المقال عن أبرز هذه المذاهب، وعددِها.
اشتُهرت من بين المذاهب الفقهيّة عند أهل السنة والجماعة أربعةُ مذاهبَ رئيسيّة، وقد اشتركت تلك المذاهب في كونِها اعتمدت على مرجعيْن أساسيّين هما القرآن الكريم والسنة النبوية المطهّرة. واختلفت في درجة حجّية مصادر أخرى للفقه والاستنباط مثل: سدّ الذرائع والمصالح المرسلة، وهذه المذاهب الأربعة كما يلي.
عدد المذاهب الفقهيّة في الإسلامعُرفتْ من بين المذاهب الإسلاميّة مذاهبُ أخرى، وإن لم تُعتبر مذاهبَ رئيسيّة، منها: المذهبُ الأباضيّ الذي نشأ في أوائل القرن الأول الهجري، ويُنسب إلى التابعي عبد الله بن أباض، وكذلك المذهب الظاهريّ نسبةً إلى الإمام داود بن علي الظاهريّ، والذي كان من أبرز ملامحه التمسّكُ باليقينيّات من الكتاب والسنة والأدلة القطعيّة الخالية من الظنّ. كما عرفت مذاهبُ للشيعة منها ما كان قريباً لمذاهب أهل السنة والجماعة، مثل: المذهب الزيديّ. ومذاهبُ شيعيّةٌ أخرى ضلّت عن منهج أهل السنة وانحرفت، وأبرزُها ثلاثةُ مذاهب، هي: الإسماعيليّة، والإثني عشريّة.
المقالات المتعلقة بعدد المذاهب في الإسلام