ظواهر كونية غريبة

منذ قديم الزمان لاحظ الإنسان عدداً كبيراً من الظواهر الغريبة التي تحدث في هذا الكون العظيم، وسعى بكل ما يملكه من إمكانيات تفسير هذه الظواهر وتوضيحها للبشرية، ومع التقدّم العلمي على الصعيد التكنولوجي والأقمار الصناعية استطاع العلماء تفسير بعض هذه الظواهر الغريبة، ولكن بقي البعض الآخر منها لغزاً محيراً لهولاء العلماء والباحثين في جميع أنحاء العالم، وتمثل هذه الظواهر تحدياً كبيراً بين علماء الدول المختلفة لتفسيرها وتوضيحها، في هذا المقال سوف نتحدّث عن مجموعة من الظواهر الغريبة التي تحدث على الكرة الأرضية وبعض الظواهر التي تحدث في الفضاء الخارجي.

شكّلت العديد من الظواهر الغريبة والعجيبة على سطح الكرة الأرضية أو في الفضاء لغزاً محيراً لدى جميع العلماء والباحثين في شتى المجالات، حيث سجّل التاريخ عدد من الظواهر الغريبة التي حدثت على الكرة الأرضية، ومع التقدّم العلمي خاصّة في مجال صناعة المركبات الفضائية والتلسكوبات العملاقة لاحظ العلماء مجموعة كبيرة من الظواهر الغريبة التي تحدث أيضاً في الفضاء، من أشهر الظواهر الغريبة التي حدثت على الأرض هي:

• مثلث برمودا: يعتبر مثلث برمودا أو ما يعرف بمثلث الشيطان من أكثر وأغرب الظواهر الغريبة التي ما زالت إلى يومنا هذا لغزاً يصعب حله لجميع العلماء، فيقع مثلث برمودا في المحيط الأطلسي بين منطقة برمودا وبورتوريكو وفلوريدا الأمريكية، واستمد هذا المثلث شهرته بسبب حالات الاختفاء الغريبة التي تحدث عند إبحار السفن وطيران الطائرات فوق منطقته الجغرافية، فمن أشهر حالات الاختفاء هي اختفاء خمس طائرات عسكريّة أمريكيّة كانت تقوم بمناورات روتينيّة فوق تلك المنطقة عام 1945م، حيث اختفت تلك الطائرات عن شاشات الرادار الأمريكية بشكل مفاجئ مع جميع أفراد طاقمها الذي كان عددهم سبعة وعشرين رجلاً، وقد حاول العلماء تفسير هذه الظاهرة لكنها لم تتم بشكل واضح، وأغلب التوقّعات تقول إنّ سبب اختفاء السفن والطائرات هو انبعاث غاز الميثان من طبقات الأرض الموجودة تحت تلك المنطقة.
• الأضواء الشمالية والجنوبيّة: لاحظ الإنسان منذ القدم خاصة هؤلاء الذين يعيشون في المناطق الشمالية والجنوبية من الكرة الأرضية تلون السماء بألوان زاهية وجميلة جداً كأنما قد قام أحدهم بتلوينها باللون الأحمر والأخضر، وقد شكّلت تلك الألوان لغزاً لفترة زمنية طويلة، حيث كانت تعتبر هذه الظاهرة من الظواهر الأسطورية لدى الإنسان القديم، لكن مع التقدّم العلمي الحديث استطاع الإنسان تفسير هذه الظاهرة وتحديد سبب حدوثها، فمن خلال أجهزة القياس المتطوّرة والتصوير من الفضاء وجد العلماء بأنّ سبب هذه الظاهرة يعود إلى تفاعل بين الرياح الشمسية والغازات المشكّلة للغلاف الجوي في المناطق القطبية الشماليّة والجنوبية.

أمّا الظواهر الغريبة التي تحدث في الفضاء الخارجي والتي رصدتها عددٌ من التلسكوبات والأقمار الصناعية هي:

• سحابة كورونال: تحدث هذه السحابة في الشمس بسبب الانفجارات الشديدة التي تحدث على سطح الشمس، وتكون هذه الانبعاثات النارية على شكل سحابة من غازات عالية الطاقة (البلازما)، وعند وصول هذه الانبعاثات أو ما يعرف بالرياح الشمسية إلى الكرة الأرضية تؤدي إلى ارتفاع شديد في درجات الحرارة وتكون قادرة على إتلاف الأجهزة الإلكترونية والدوائر التناظرية في الأقمار الصناعية والأجهزة الكهربائية، ويتوقّع العلماء بأن تصدر الشمس أكبر رياح شمسية على مرّ التاريخ ممّا يؤدي إلى تمدير الحياة المتطوّرة على الكرة الأرضية والعودة إلى الحياة البدائية.
• سحابة هيميكو: سمّيت هذه السحابه على اسم العالم الياباني الذي اكتشفها، وتعدّ من أكبر السحب الغازية في الفضاء، والتي يصل طولها إلى ما يقارب الخمسة وخمسين ألف سنة ضوئية، وتعادل كتلتها كتلة حوالي أربعين مليار نجم بحجم الشمس.