ظاهرة الزواج المبكر

ظاهرة الزواج المبكر

الزواج المبكّر

هناك الكثيرُ من المشاكل الثقافيّة الناتجة جرّاءَ التخلّف والتراجع في عقول بعض المجتعمات العربيّة، والتي عرفت منذ القدم كعصور الجاهليّة واستمرت حتّى وقتنا هذا، ومن أهمّ هذه المشاكل هي مشكلة الزواج المبكر، فبالرغم ممّا جاء به الإسلام من حثٍّ على إكرام المرأة وتكريمها إلّا أنّ هناك العديد من الأهالي المقتنعين بفكرة تزويج الفتاة في سنّ صغيرة، حيث يميلُ البعض إلى تزويجهنّ في مرحلة مبكّرة من حياتهن عادة ما تكون خلال مرحلة المراهقة، أي ما بين سن الثانية عشر والثامنة عشر.

قد يكون الزواج المبكر أيضاً في سنٍ أدنى من ذلك كأن يكون في التاسعة والعاشرة من عمر الفتاة، دونَ مراعاة أيّ حق من حقوقها كطفلة قاصرة، ودون إيلاء أيّ انتباه لما تحتاجه من اهتمام على الصعيد البدنيّ، والعاطفيّ، والنفسيّ في آن واحد، الأمر الذي يضعها تحت عبء كبير ويعرّضُها لمسؤوليّات أكبر من طاقتها كالحمل والإنجاب، الأمر الذي سيؤثّرُ سلباً على حالتها الصحيّة وعلى أطفالها أيضاً، كما أنّ هناك العديد من المشاكل الاجتماعيّة الذي يلحقها الزواج المبكّر بالفتاة كالفشل في الحياة الزوجيّة، والقدرة على اتخاذ القرار الصائب ممّا يؤدّي في نهاية المطاف إلى ارتفاع نسبة الطلاق.

بناءً على ما أقرّتْه وأجمعت عليه الدراسات الحديثة في مجال حقوق الطفل والمرأة يمكنُ تعريف الزواج المبكر بأنّه أيّ زواج يحدث تحت سنّ الثامنة عشر، حيث تكون الفتاة في هذا العمر غير ناضجة من جميع النواحي، سواء من الناحية البدنيّة، أوالنفسيّة، أو العاطفيّة، إضافة إلى الناحية التعليميّة، الأمر الذي يؤثّرُ على قدرتها في اتخاذ القرارات، ومعالجة المشاكل التي قد تواجهُها في حياتها اليوميّة.

تكونُ الفتاة في مثل هذا العمر غير قادرة على رفض العديد من القرارات المتعلّقة بمستقبلها، ومن ضمنها قرارها في الزواج، الأمر الذي يجعل العديد من الأهالي يتجاهلون استشارة بناتهنّ فيما يتعلّقُ بأمور الزواج باعتبارهنّ غير واعيات ومدركات لما يضمن لهنّ مصلحتهن الشخصية والحياة الجيّدة، إضافة لذلك أنّ الزواج المبكر قد يحرم الفتاة من الخوض في مرحلة المراهقة، وبالتالي حرمانها من فرص خوض التجارب المتعدّدة واكتساب الخبرة والحكمة التي قد تساعدها في إدارة مستقبلِها.

أثر الزواج المبكّر

يسبّبُ الزواج المبكّر العديدَ من الآثار السلبيّة على حياة الفتاة، والتي قد يكونُ بعضها حتميّاً على مصيرها، ومن أهمّ هذه الآثار ما يلي:

  • يحرمُ الفتاة من أبسط حقوقِها الأساسيّة، كحقِّها في التعليم.
  • يسبّب العديد من المشاكل الصحيّة للفتاة، فهي في سنّ غير ناضج وبالتالي غير مهيّأة للحمل والإنجاب، الأمر الذي سيعرضُها للكثير من حالات الإجهاض المتكرّر، وغيرها من المشاكل المتعلّقة بالحمل.
  • يقودُ للعديد من المشاكل الاجتماعيّة بين الأفراد، كالطلاق، وتعدّد الزوجات، وما ينتج عن ذلك من خلافات بين الأهالي والأقارب.
  • يعرّض الفتاة للعديد من المشاكل النفسيّة كالاكتئاب الشديد، والإحباط، وانعدام الثقة بالنفس، الأمر الذي يسبّبُ انعزالها عن الآخرين.
  • قد يقود في بعض الحالات إلى الإقبال على الانتحار؛ نتيجةً لعدم الرضا عن الواقع الذي تعيش فيه الفتاة مع زوجِها.

أسباب الزواج المبكر
  • تقوية روابط العلاقات الاجتماعيّة بين العائلات، حيث إنّ هناك الكثير من الأهالي الذين يزوّجون بناتهن نتيجة لالتزام بين الآباء، ومن أجل المحافظة على تمديد الصداقات بينهم.
  • الحفاظ على شرف العائلة، حيث إنّ هناك الكثير من العائلات التي تعتبر الزواج وقاراً لشرفِ العائلة ومحافظاً عليه من السقوط.
  • فقر بعض الأهالي وتردّي الأحوال الماديّة، ممّا يدفعهم لتزويجِ الفتيات في سنّ مبكّرة للتخلّص من عبء نفقاتهنّ.
  • بعض المعتقدات الثقافيّة السائدة عند بعض الشعوب والتي ترى بأنّ حياة الفتاة هي الزواج.

المقالات المتعلقة بظاهرة الزواج المبكر