يرى كثيرٌ ممّن يسعون لحفظ كتاب الله صعوبةً ومشقّة في ذلك، وذلك بسبب الحفظ العشوائي دون تنظيم أو وجود طريقةٍ مساعدة على الحفظ. في الواقع إنّ حفظ القرآن وتثبيته أمرٌ ليس بهذه السهولة، ولكن إذا ما اتّبعنا خطوات منظّمة ومدروسة فسوف يتمّ الحفظ بسلاسة وسرعة أكبر.
نصائح في حفظ القرآن الكريم - الإخلاص لله تعالى: فقبل البدء بحفظ القرآن لا بدّ من أن تخلص النيّة لله، وألّا تبتغي الشهرة أو العلو في الدنيا أو الأجر من الناس بهذا الحفظ.
- التوكّل على الله واليقين بأنّ قدرتك على الحفظ ليست بجدارتك وقوّة عقلك، إنّما ذلك هو توفيق وفتح من الله، ولولا عونه لك ما استطعت حفظ كلمة واحدة.
- المجاهدة والصبر، فربّما تجد فتوراً في نفسك في بعض الأحيان، فلا تيأس أو تعتقد أنّ الطاقة قد نفذت، بل على العكس ربّما يكون ذلك اختباراً من الله لصدقك وثباتك، واحرص دوماً على الدعاء وطلب العون من الله تعالى، واعلم أنّ لك في هذا التعب أجراً كبيراً ما دمت مخلصاً.
- الحفظ من مصحف واحد؛ فالمصاحف على طبعات متعدّدة، والأفضل أن تحفظ دوماً من طبعة واحدة كي تترسّخ أماكن الآيات في ذهنك وتستحضرها وقت الحاجة.
- اختيار الوقت والمكان المناسبين للحفظ؛ فاحرص عزيزي حافظ المستقبل على اختيار مكانٍ هادئ يساعدك على التركيز في الحفظ، وتجنّب الحفظ عندما تكون معدتك ممتلئةً، والتركيز لا يكون قويّاً كما لو كانت المعدة فارغة، أيضاً تجنّب الحفظ وأنت متعب، وأفضل الأوقات للحفظ هو وقت الفجر، فإذا ما قارنت بين حفظك في هذا الوقت وفي أوقات أخرى فستجد أنّك حفظت كميّةً أكبر وقت الفجر، ويكون تثبيتها أفضل من غيره.
- الرّبط بين الآيات والصفحات، ويعدّ الربط أمراً مهمّاً للغاية؛ لأنّه يسهّل الحفظ كثيراً واستحضار الآيات واحدة تلو الأخرى دون عناء، كما يكون الحفظ طويل المدى، وهناك كثير من المعيّنات على ربط الآيات، وتقسيم كل سورة إلى موضوعات وأفكار، يمكن أن تبحث في الشبكة العنكبوتيّة تحت عنوان "الخرائط الذهنية لسور القرآن الكريم"، أيضاً "المفاتيح الدعويّة لسور القرآن الكريم"، هناك أيضاً ضبط لمتشابهات القرآن يمكن أن تجدها، فهي تساعدك في عدم الخلط بين آية وآية أخرى تشبهها من سورة أخرى.
- التكرار؛ فكلّما حفظت صفحةً جديدة أكثر من تكرارها، وكلّما وجدت وقت فراغ أعدها، واقرأ من حفظك الجديد في الصلوات، فهذا يساعد على التثبيت.
- راجع بصوت عالٍ، ولا تكتفِ أثناء الحفظ والمراجعة بترديد الآيات في قلبك؛ بل ارفع صوتك في المراجعة، فإنّ ذلك أدعى لتثبيت الحفظ وسهولة التذكُّر، وأسمع حفظك لأحد من أفراد أسرتك أو أحد أصدقائك إن وجد.
- المحافظة على الطاعات وتجنّب الوقوع في المعاصي؛ لأنّ المعصية تحول دون الحفظ.
- التزم بحلقة تحفيظ؛ فإنّ الالتزام يعين على المداومة وعدم الانقطاع وخاصّةً إن وجد لك زملاء تتنافس معهم، وإنّ إسماع حفظك لشيخ متقن سيصحّح الأخطاء التي يمكن أن تقع بها خلال قراءة الآيات.
- تعاهد حفظك؛ فلا بدّ من المراجعة الدائمة للأجزاء التي حفظتها، وهذا يجنّبك نسيانها.