فطام الأطفال خُلقت الأم لتكون الحضن الدافئ لطفلها، وجَعَلها الله سبحانه وتعالى سبباً لحياة أطفالها، تسقيهم من صدرها حليباً صافياً ليساعدهم على النمو حتى يأتي الوقت الذي يصير فيه الطفل أقوى وأقدر على الابتعاد عنها. لمرحلة انفصال الطفل عن حليب الأم آثار عديدة؛ حيث تكون بمثابة الابتعاد عن مصدر الأمان والغذاء، فتتأثّر نفسيّة الطفل والأم، وسيصاب الطفل بالهزال لعدم تقبّله فكرة الابتعاد عن أمّه تماماً.
أنواع الفطام - الفطام السريع : وهو حرمانٌ مفاجئٌ ونهائيٌ للطفل من حليب الأم نتيجة عدّة أمور، منها: المرض المفاجئ، أو تناول دواء قد يضر الطفل، أو بسبب حمل غير مخطط له، وهو من أصعب الأنواع وأكثرها ضرراً على نفسيّة وصحّة الطفل.
- الفطام الذاتي: حيث يبتعد الطفل عن الأم بنفسه؛ مكتفٍ بالغذاء المعد له، ويكون السبب لهذا رغبته بالطعام وحبّه له، أو اكتفاؤه بزجاجة الحليب وربما لعدم شبعه من حليب الأم.
- الفطام التدريجي: وهو النوع الثالث والأفضل والذي ينصح به لصحة الأم والطفل، فهو يهيّئ الأم والطفل تدريجياً لتقبل فكرة الابتعاد ويساعدهما على تقبّل الأمر فيعتاد الطفل على التحمّل والصبر والاكتفاء بالأطعمة الأخرى.
طريقة فطام الأطفال بالتدريج - على الأم التأكد قبل البدء بفطام طفلها أنّه يتناول غذاءه بأوقات ثابتة، فتنظيم أوقات الرضاعة المفتاح الأول لتستطيع حثّه للاستغناء عنها.
- من المهم أيضاً قبل المباشرة أن يتعلم الطفل شرب الماء أو الحليب باستخدام الكأس، فهذا سيهيئه للشرب بها دائماً بعد ذلك.
- (الفطام النهاري): على الأم في هذا اليوم التركيز على إطعام طفلها ممّا تطهو، وكلما طلب حليبها تقوم بإطعامه بعض الفاكهة التي يحبها كالتفاح أو الموز، عندما يعتاد الطفل أكل ما تطهو أمه لن يكون فطامه صعباً فعليها تذكّر ذلك، وعليها أن تدعه يُعوّض السوائل بالماء والعصائر؛ فهي قادرة على إشعاره بالشبع وإرواء عطشه أيضاً، لكن عليها أيضاً أن تبتعد عن العصائر الصناعية، لن يكون من الصعب عصر حبّة برتقال أو فاكهة أخرى يحبها الطفل دون إضافة السكر طبعاً، وخلال اليوم عليها ملء وقت الطفل؛ كأن تلعب معه، وبالنسبة للطعام عليها تنويع الطعام وتوزيعه في أوقات الأكل المعتادة، يمكنها اختيار البسكويت والكيك والمأكولات التي يحبّها ويتناولها عادةً.
- (الفطام المسائي): في هذا اليوم على الأم تكرار ما فعلته في اليوم السابق تماماً، لكن عند حلول موعد نوم الطفل فعليها ألّا ترضعه بل تطعمه وجبة طعام كاملة فقط، وإن حصل أن استيقظ الطفل جائعاً بالليل، فعليها بسرعة إرضاعه وهو نصف مستيقظ، يمنع إرضاعه وهو يقظٌ تماماً.
- (الفطام الليلي): ربما ستكون هذه المرحلة الأصعب؛ فالأطفال الذين اعتادوا كثرة الاستيقاظ ليلاً والرضاعة سيكونون الأعند والأكثر تمسكاً بالرضاعة الليلية، ستحتاج الأم وحتى الأب إلى الكثير من الصبر في هذه المرحلة، في النهار عليها تكرار ما فعلته باليومين السابقين وعند المساء تحضّر له وجبة العشاء الجيدة لتبدأ مرحلة الليل، على الأم أن تكون أماً قوية وحازمة وتتحمّل هذه الفترة، إن استيقظ الطفل ليلاً عليها تجهيز الكأس ليشرب الحليب أو الماء منها وعليها إطعامه قطعة كيك (مثلاً) حتى يشبع.
ننوّه في فترة الفطام إلى أنّه على الأم ألّا تنسى أنّ طفلها يفتقدها ويحتاج إلى حنانها، عليها أن تظلّ قربه وتشعره أنها لا زالت موجودةً لأجله، عليها ملاعبته وإطعامه بيدها، وأن تغنّي له وتهز له السرير وتعانقه.