باتَ من ضروريّات العصر الذي نعيش فيه أن يكون لدى كلّ باحث عن وظيفة وسيلة مميّزة وفعّالة تجذب صاحب العمل إليه وتُقنعه في هذا المتقدّم، وذلك ليتمّ اختياره للوظيفة دوناً عن غيره من مئات بل آلاف المتقدّمين، وتضعه على أوّل الطريق. هذه الوسيلة هي بالتأكيد السيرة الذاتية التي من المفترض أن ترافق كلّاً من ذوي الخبرة والخريجين الجدد على حد سواء.
افترض أيّها القارئ أنّك وجدت تلك الوظيفة المرجوة، حينها ستحتاج لسيرةٍ ذاتية محكمة الصياغة والبنية لتكون ممرّك لعبور الطريق واجتيازه بإذن الله. بدايةً ليكن في معلومك أنّ سيرتك الذاتية عبارة عن وثيقة موجزة تسويقيّة تحوي مهاراتك وخبراتك وأهم انجازاتك على قدر كبير من الواقعيّة وبشكل منظّم وسهل وبالتأكيد جذاب، وذلك كونها تعمل عمل المنتج الذي تجتهد أنت لصناعته ليكون محلّ أنظار أصحاب العمل المستهدفين.
ها قد نجحت في تخطّي المرحلة الأولى وانتقلت لمرحلة المقابلة الشخصيّة مع صاحب العمل، ويبدو أنّ مهاراتك وقدراتك قد لاقت إعجابه، وبطاقتك التعريفية قد آتت أكُلُها وتوافقت مع احتياجات الشركة الوظيفية. تأكّد تماماً بوصولك لهذه المرحلة بأنّ عملية التسويق قد تمّت بنجاح وبالطبع ذلك يعود لأسباب منطقية عديدة منها أنك:
وهنا تجدر بنا عزيزي القارئ الإشارة إلى أهميّة المعلومات التي تضعها في "منتجك" التسويقي هذا لتلائم ما يتطلّبه العمل من مهارات وقدرات معينة، وصدقك ومدى وضوحك في إيرادها وتجنب تضخيم الأمور أو تحريفها ظناً منك أنّ هذا سيجدي نفعاً، ولكن أخبرك عزيزي القارئ أنّ المسألة مسألة اقتناع من عدمه، وكلّ ذلك بالدليل والبرهان القاطع لأيّ شك يساور صاحب العمل.
ومن جهته فإنّ صاحب العمل لا يتوقّع بأي حال أن يجد أمامه أحجية مبهمة عليه تفكيك رموزها وتحليل عباراتها ليصل إلى جمل مفهومة ومتماسكة في النهاية؛ حيث إنّك في هذا الصدد تعرض منتجك وتصب كل تركيزك في صناعته بإتقان، والذي هو عبارة عن قدراتك وما تحترف وما تستطيع فعلاً أن تؤديه على أكمل وجه بصورة منظّمة تعكس أثراً إيجابياً طويل الأمد ليتسنّى للفئة المستهدفة ــ أي أصحاب الشركات والأعمال ــ أن يقبلوا عليه ويطلبوا "صاحبه" للمقابلة، وأيّ انحراف عن هذا المسار فمستقبلك عزيزي القارئ حتماً في خطر فاحرص على أن تستثمر سيرتك الذاتية في بناء عالمك ومستقبلك الذي تطمح إليه بصورة استراتيجية واضحة المعالم.