شكر الله تعالى على نعمه واجب في كل ساعة وفي كل حين من الأحيان لما له من أثر كبير جداً على الإنسان، فبشكر الله تعالى تدوم النعم، وبشكره ننال رضاه عنا، وبشكره أيضاً نستطيع أن نتنعم بنعمه التي لا تعد ولا تحصى، لهذا توجب أن نكون دائمي الشكر لله تعالى على كل كبيرة وصغيرة تحصل لنا، وأن لا ننسب إلا الخير لله تعالى أما الشر الذي يأتينا فهو قطعاً منا نحن البشر ومن سوء تخطيطنا ونزعاتنا التي تنضوي عليها نفوسنا، هذه النزعات التي حطمتنا وجعلتنا نرتكب أبشع الجرائم تحت العناوين المتعددة.
شكر الله تعالى لا يكون في وقت معين، فنحن لا نتعامل مع الله تعالى تعاملنا مع كنز وجدناه فجأة – حاشاه -، فأن نتعامل مع الله تعالى من هذا المنطلق يجر علينا الويلات الكثيرة، لأنه وبمجرد أن يصيبنا النعيم سننسى الله تعالى وننسى أن كل شيء نتنعم به ما هو إلا نعمة من نعمه تعالى علينا، كذلك الأمر فنحن لا نشكر الله تعالى ولا نعبده بهدف جنته فقط، فهذا أيضاً تعامل مادي بحت، لأن الجنة والنار هما أمران ماديان بحسب اعتقادنا، ومن هنا فلا يجب أن يكون هدفنا فقط هو أن نفوز بالجنة، بل يجب أن يكون الهدف هو عبادة الله تعالى لذاته ولاقتناعنا اقتناعاً تاماً بأننا بدونه لن يكون هناك قيمة لنا، وبأن الله تعالى هو صاحب الفضل العظيم علينا، وبأننا يجب ان نبقى بجانبه لأننا نحبه لذاته لا لنعمه ولا لجنته ولا خوفاً من ناره، فهذه الأمور ستأتي بشكل تلقائي بعد ذلك.
ومن أبرز مظاهر شكر الله تعالى أن نحمده على نعمه ليل نهار وفي أي مكان كنا ومهما كان حالنا، كما أن من أبرز مظاهر شكر الله تعالى أن نتقاسم هذه النعم مع الناس، وأن لا نحتكرها لدينا، فاحتكار النعم يذهبها، ومن هنا فأي شيء يعطينا الله تعالى إياه فهو نعمة من النعم وعندما نقول كل شيء فهذا فعلاً يعني كل شيء، المال والصوت الجميل والعلم والموهبة الفنية والعقل الذكي وأي شيء آخر من الأشياء. وهناك أيضاً ما يعرف بسجود الشكر لله تعالى، فسجود الشكر، وهو سجود عادي لا يجب الوضوء لأدائه وهناك من يؤدي هذا السجود بتكبيرة وتسليم وهناك من يؤديه بلا تكبير وبلا تسليم وهو الأكثر انتشاراً بل يسجد الإنسان مباشرة ويقوم بعد ذلك.
المقالات المتعلقة بطريقة سجود الشكر