العلم هو النور الذي ينير عقل الإنسان، والذي لولاه لبقيت عقول البشرية غارقةً في الظلمات والجهل والتخلف، وهو مقياس رقي المجتمعات البشرية، فنجد المجتمعات الأكثر اهتماماً بالعلم والعملية التعليمية هي من الأكثر المجتمعات رقياً وتطوراً، والاهتمام بتعليم الإنسان يبدأ معه منذ نعومة أظافره وحتى وصوله إلى آخر أيام حياته، فكما قيل: "أطلب العلم من المهد إلى اللحد"، وتبدأ أولى المراحل التعليمية في حياة الإنسان في رياض الأطفال التي تبدأ بتعليمه أبسط الأمور، كالحروف الأبجدية والأرقام، ومن ثم ينتقل إلى المدرسة التي يبدأ العلم فيها يصبح معقداً شيئاً فشيئاً ليكون مهيئاً في ما بعد لدخول الجامعة، والجامعة هي المرحلة التي يبدأ فيها الطالب بالإبحار والتعمق في بحر العلم دون أي قيود، وجميع المراحل التعليمية التي يمرّ بها الإنسان في حياته مبنيّةً على بعضها، وكي يستمر هذا العلم مبنياً بناءً راسخاً في عقل الإنسان لا بدّ له من المذاكرة في جميع المراحل التي يمر بها، فكما قيل: "أدِم من العلم مذاكرةً فآفةُ العلم النسيان".
المذاكرة المذاكرة ليست موهبة أو أمر فطري يولد مع الإنسان، بل هي مهارة يمكن أن يكتسبها مع مرور الوقت، وهي الوسيلة الوحيدة أمام الطالب للحصول على الدرجات المرتفعة، لكن في كثير من الأحيان نسمع شكوى بعض الطلاب بأنهم لا يحصلون على الدرجات المرتفعة رغم مذاكرتهم باستمرار، ويعود السبب في ذلك إلى أن عملية مذاكرتهم غير فعالة، فالمذاكرة الفعالة وحدها هي ما يرسخ المعلومات في ذهن الطالب، لذا سنقدم في هذا المقال بعض الخطوات للقيام بالمذاكرة الفعالة والصحيحة.
طرق المذاكرة الفعالة - أولاً لا بد من قراءة الدرس قراءةً فعالة، ويمكن اتباع النصائح التالية:
- الجلوس في مكان هادئ وذو إنارة مناسبة.
- التركيز على العناوين الرئيسية والفرعية للدرس (لأنها توضح الأفكار الرئيسة)، مع الاستنتاجات والتطبيقات.
- وضع اسئلة للعناوين.
- قراءة الدرس كاملاً قراءة سريعة دون التوقف عند أي كلمة أو جملة.
- مراجعة الأفكار والمعلومات الرئيسة الواردة في الدرس.
- ثانياً: تلخيص المعلومات الواردة في الدرس، وهذا يقلل من عدد الصفحات التي يتم الرجوع إليها عند عملية الحفظ والمراجعة، فتوفر بذلك الوقت على الطالب، وتترك أثراً إيجابياً في نفسه، ويتم التلخيص بعدة طرق حسب محتوى المادة:
- الطريقة النصية: هي الكتابة بشكل نثري نسخة مكثفة عن الدرس.
- الطريقة الهيكلية: استخدام كلمات مفردة أو فقرات مختصرة مع ترتيبها في قائمة، بحيث تكون مقسمة إلى مجموعة من العناوين الرئيسية والفرعية مع استخدام الترميز وعلامات الترقيم.
- الخرائط الذهنية: وهي وضع ملخص للدرس باستخدام أشكال هندسية، كالدائرة والمربع والمستطيل.
- ثالثاً: عملية الحفظ، وهي الجزء المهم من المذاكرة، فهي التي تبقي المعلومات ثابتة وراسخة في الذهن، ويمكن اتباع أحد الطرق الثلاث في الحفظ:
- طريقة التكرار، وهي من أكثر الطرق التي تسبب مللاً للطلاب وذلك بسبب الترديد الشفوي أو الكتابي المستمر لحفظ المعلومة.
طريقة التخيل: وفي هذه الطريقة يعمل الطالب على رسم صورة ذهنية لما يريد حفظه، وعند تكرار هذه الصورة عدة مرات في ذهنه فإنّ المعلومة سترسخ في عقله. طريقة الربط الذهني: وذلك من خلال ربط المعلومة المراد حفظها بمعلومة أخرى معروفة سابقاً.- رابعاً: المراجعة: لا تنتهي المذاكرة عند حفظ المعلومة وحسب، بل يجب القيام بعملية المراجعة، فهي التي تساعد في تذكر المعلومات التي قد ينساها الطالب، وتتم عملية المراجعة كالآتي:
- إحضار دفتر خاص للملاحظات وتدوين أكثر المعلومات أهميةً الواردة في الدروس فيه.
- القيام بمراجعة تلك المعلومات بين الفينة والأخرى، ويحبذ لو تمت قراءتها بصوت عالٍ.
- طرح أسئلة متوقعة أثناء القيام بعملية المراجعة.
- يستحسن وضع جدول زمني لمراجعة المواد، أي البدء بمراجعة المواد التي إقترب موعد الامتحان المخصص لها.
- الابتعاد عن مراجعة المادة دفعة واحدة قبل الامتحان بفترة قصيرة.
- تقسيم الوقت المخصص للمراجعة حسب كل مادة، فالمواد التي تحتاج مجهوداً أكبر لا بد من توفير وقت أطول لها.
- الابتعاد كل البعد عن أحلام اليقظة والسرحان والشرود أثناء المراجعة.
- عدم تقليد الطلاب الآخرين في طريقة المراجعة التي يتبعونها، فلكل طالب أسلوب معين في الدراسة والمراجعة يتناسب معه.