المدرسة مكان نحنّ إليه جميعاً ففيه ذكريات الطفولة ومغامرات الأصدقاء وشقاوتنا وتطورنا وارتقائنا من مرحلة إلى أخرى، وقد رافق تطورنا هذا تطور المدرسة في مجالات عديدة حيث تغيّرت المهمات التي تؤدّيها المدرسة والمؤسسات التعليمية عما كانت عليه سابقاً، فلم يعد دورها يتمركز في اكساب الطلبة أساسيات المعرفة فقط، بل تعدّت مهمّة المدرسة والمؤسسات التعليمية إلى اكسابهم مهارات الحياة وإلى تطوير ذاتهم وفهمهم لأنفسهم، وذلك على نحو يمكّنهم من المشاركة الفاعلة على جميع الصعد المحلية والإقليمية والدولية.
التعليمهو عملية توصيل للمعرفة، ويهدف إلى إحداث تغيير في سلوك المتعلّم وتقسيم المادّة وفق وقائع ومعطيات وضبط العلاقات بين مكوّناتها، وتقدّم وفق تسلسل متدرّج ومتكامل، وهنا لا بدّ من أن تكون المادة المقدمة للطالب متناسبة مع مستوى نموّه وإدراكه في جميع النواحي، حيث يؤكّد السلوكيين أنه كل ما تمّ تعزيز الاستجابات الإجرائية الإيجابية كل ما كان تعلمه أسرع وأكبر، فدور المعلم هو إرسال المعلومات المجزّئة للمتعلّم وتأكيدها لتكرارها بالمستقبل، فما هي عملية التدريس الفعالة، وما هي طرقها التي تحقّق الغاية من العملية التدريسية؟
عملية التدريس الفعالةعملية تنظيم لمواقف التعلّم لما يمكّن المتعلم من بناء معرفته بنفسه مع قليل من التوجيه والارشاد من قبل المعلم، أي أنّ أدوار المعلم تتلخّص في تنظيم بيئة التعلم، وتوفير أدوات التعلّم بالتعاون مع الطلبة، ودمج الطلبة في خبرات تتحدّى مفاهيمهم السابقة، وتنمية روح الاستفسار والتساؤل لدى الطلبة، وتشجيعهم على المناقشة البنّاءة فيما بينهم، وإشراكهم في عملية إدارة التعلّم وتقويمه، واستخدام أساليب متنوّعة في التقويم تتناسب مع مختلف الممارسات التدريسية.
صفات المعلّم البنائيالمعلم البنائي يجب أن يتمتّع بسمات عديدة منها: أن يكون المعلّم متعلماً، ويفصل بين المعرفة واكتسابها، وذكي في انتقاء أنشطة التعلّم، ويسمح بوقت انتظار بين السؤال والإجابة، ويقبل ذاتية المتعلّم ومبادرته، ويغذي الفضول الطبيعي لدى الطلبة، ويشجع على استفسارات الطلبة، يوسمح بوجود قدر من الضوضاء إن كانت هذه الضوضاء ناتجة عن الحركة والتفاعل والتفاوض الاجتماعي، ويقدم نموذجاً وقدوة ليكتسب منه الطلبة الخبرة، ويمثّل أحد مصادر معرفة الطلبة وليس المصدر الوحيد لهم.
طرق التدريس الفعالةمن خلال اطلاعنا على عملية التدريس الفعالة وأهدافها وأدوار وسمات المعلم المتميّز، يمكن أن نستجلي طرق التدريس الفعّالة باتخاذ خطوات وإجراءات متسلسلة مترابطة، يسير عليها المعلّم والطالب لتحقيق الغاية من العملية التدريسية برمّتها بأقصر الطرق وأسرع وقت وأقل جهد وأدنى تكلفة، وتحفّز وتثير الطلبة على التعلّم الحر المستقل، أي أنّها وسيلة وليست هدف، على الرغم من أنّه لا توجد طريقة تدريس فضلى بوجه عام.
على الرغم من التقسيمات المتعددة لدى علماء التربية لطرق التدريس؛ كتصنيفها حسب الجهد المبذول في كل طريقة كأن يتحمل المعلم العبء وحده أو الطالب وحده أو الاثنان معاً، أو حسب النشاط التعليمي وبالتالي تصنّف إلى طرق كلامية وطرق إضاحية وطرق عملية، أو تصنيفها إلى طرق تدريس عامة ويراد بها المهارات والمناقشات، وطرق تدريس خاصة ويراد بها المهارات والأنشطة التي تستخدم في تدريس المواد، إلّا أنّه يمكن تلخيص أبرز طرق التدريس إلى ما يأتي:
أخيراً نودّ أن نذكّر أنّه لا توجد طريقة فضلى للتدريس في كافة المجالات العلمية، فقد تكون طريقة ما فاعلة في موقف تعليمي معيّن، وغير فاعلة في موقف آخر، لذلك يحق للمعلم أن يختار الطريقة الأنسب التي تلائم الظروف وخبراته وشخصيته وأسلوبه ومعلوماته وطبيعة المادة العلمية والمكان والطلبة ومستوى نموهم الذهني ومدى قبولهم وتفاعلهم معها.
المقالات المتعلقة بطرق التدريس