قال تعالى: (إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوِبَا)، صدق الله العظيم.
سورة النصر؛ السورة التي تحمل الرقم مئة وعشر في ترتيب القرآن الكريم البالغ عدد سوره مئة وأربعة عشر، هي سورة مدنية من قصار السور يبلغ عدد آياتها ثلاث آيات وتقع في الجزء الثلاثين من القرآن في صفحة ستمائة وثلاث في الربع الثامن من الحزب الستين بحسب مصحف المدينة المنورة.
نزلت سورة النصر بعد سورة التوبة وهي آخر سورة نزلت من القرآن الكريم فعن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه قال لعبيد الله بن عبدالله بن عتبة: تعلم آخر سورة نزلت من القرآن نزلت جميعاً؟ قلت: نعم (إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوِبَا). رواه مسلم في صحيحه، واختلفت الروايات في مكان نزولها؛ فذكر أنها نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد غزوة حنين، وروايات أخرى ذكرت أنها نزلت على الرسول عليه الصلاة والسلام في منى في حجة الوداع، ولكن بغض النظر عن مكان النزول إلى أن سبب النزول واحد؛ وهو أن هذه السورة تحمل في طياتها البشارة والتوديع والأمر.
فالبشارة بالفتح والمقصود به هو فتح مكة ودخول الناس في دين الله جماعات والبشارة بتحقيق النصر لهذا الدين على كل من خالفه وحاربه، أمّا التوديع وهو الاسم الآخر الذي عرفت به سورة النصر؛ فهو توديع الرسول صلى الله عليه وسلم فهذه السورة دلت على قرب أحل رسول الله وبأنه قد حقق الرسالة وأدى الأمانة وفتح الله على يديه مكة وآمنت به معظم القبائل العربية، وقد اختلف على المدة الزمنية التي عاشها الرسول عليه الصلاة والسلام بعد نزول هذه السورة فقيل ثمانون يوما حسب ما جاء في رواية ابن عمر رضي الله عنهما: نزلت هذه السورة بمنى في حجة الوداع ثم نزلت اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي فعاش بعدها النبي صلى الله عليه وسلم ثمانين يوما ثم انتقل إلى الرفيق الأعلى.
ذكرت روايات أخرى أنه عاش بعدها سنتين؛ وذلك حسب الفترة الزمنية التي نزلت بها هل هي بعد غزوة حنين أم في حجة الوداع، وأخيرا؛الأمر الذي اشتملت عليه هذه السورة فهو أمر للرسول صلى الله عليه وسلم ولأمته من بعده بأن يكون خاتمة العمل الناجح هو بشكر الله من خلال المداومة على تسبيح الله وحمده واستغفاره فالحمد فاتحة المزيد وسبحان الله وبحمده كلمتان خفيفتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن والاستغفار سبب للرحمة ونزول العفو والرزق.
المقالات المتعلقة بسورة النصر